أشهرها رشدي أباظة وأطولها فايز حلاوة.. قصص مثيرة عن زيجات تحية كاريوكا
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة والراقصة الاستثنائية تحية كاريوكا، إحدى أبرز نجمات الرقص الشرقي في تاريخ مصر، والتي لم تكتفِ بحفر اسمها في عالم الفن فقط، بل تركت بصمة في الحياة السياسية والاجتماعية أيضًا.
كانت تحية كاريوكا مدرسة متكاملة في الرقص الشرقي، ولا تزال أيقونتها حاضرة في أذهان الأجيال الجديدة، ومع ذلك، فإن حياتها الشخصية لم تكن أقل إثارة من مسيرتها الفنية، فقد عُرفت بكثرة زيجاتها التي بلغت 14 مرة، جعلتها أكثر الفنانات زواجًا في السينما المصرية.
ولدت تحية كاريوكا في 22 فبراير 1915 باسم بدوية محمد كريم علي السيد في محافظة الإسماعيلية، وبدأت رحلتها الفنية بعد أن اكتشفتها الراقصة محاسن، ثم عملت كراقصة كومبارس في إحدى الصالات حتى انضمت إلى فرقة بديعة مصابني، حيث تألقت سريعًا، وقفز أجرها من 6 جنيهات إلى 100 جنيه شهريًا، حتى أصبحت الراقصة الأولى في مصر.
في عام 1940، قدمت رقصة منفردة تحت عنوان "كاريوكا"، والتي اختارها لها مصمم الرقصات الأمريكي إزاك ديكسون، وهي الرقصة التي غيّرت مسيرتها وربطت اسمها بها إلى الأبد، ومن هنا، اقتحمت السينما، فكان أول ظهور لها في فيلم "الدكتور فرحات"، ثم فيلم "الستات في خطر"، كما امتدت موهبتها إلى المسرح، حيث أسست فرقتها المسرحية عام 1961 وقدمت 18 مسرحية، بينما اعتزلت الرقص منتصف الخمسينيات وتفرغت للسينما.
قصة 14 زيجة
عرفت تحية كاريوكا بحياتها العاطفية المضطربة، حيث ارتبطت بـ 14 زوجًا، كان لكل زواج قصة مختلفة، مليئة بالحب، الغيرة، والخيانة.
أنطوان عيسى، كان أول أزواجها، وتزوجته عام (1939) وهو ابن شقيقة بديعة مصابني، استمر زواجهما عامًا واحدًا فقط، ومن ثم تزوجت محمد سلطان باشا (1940): أحد أثرياء مصر، انفصلا بعد 6 أشهر بسبب اعتراضه على عملها في الرقص، وبعدها تزوجت ليفى الضابط الأمريكي: أشهر إسلامه للزواج بها، لكن الزواج لم يدم طويلًا.
وتزوجت تحية كاريوكا للمرة الرابعة من المخرج فطين عبدالوهاب ولكن غيرة المخرج الشهير الشديدة أدت إلى الانفصال، للتزوج بعد من أحمد سالم الذي طلق زوجته السابقة أمينة البارودي للارتباط بها، لكن علاقته بأسمهان أنهت زواجهما، وتزوجت للمرة السادسة من حسين عاكف الطيار الخاص للملك فاروق، وانفصلا بعد شهرين فقط.
قصة زواج تحية كاريوكا من رشدي أباظة
أما زواجها من رشدي أباظة كان يعد من أشهر أزواجها، لكن الخيانة كانت السبب في الانفصال، فأثناء وجودهما في لبنان، اكتشفت تحية كاريوكا خيانة رشدي أباظة لها داخل أحد ملاهي شارع الحمراء، حيث وجدته برفقة امرأة فرنسية تُدعى آني بارينه. دون تردد، واجهتهما بغضب شديد، ولم تتردد في الاشتباك مع المرأة، ثم طلبت الطلاق على الفور، منهيةً زواجهما في الليلة نفسها.
وفي لقاء تلفزيوني قديم، كشفت تحية عن قصة زواجها من رشدي أباظة، قائلة إنها لم تكن تتوقع الزواج منه، فقد كان خجولًا جدًا رغم شهرته بين النساء، وبدأت علاقتهما كصداقة استمرت ثلاث سنوات، وخلالها ظل يطلب منها الزواج حتى وافقت. لكنها لاحقًا صُدمت بخيانته، فأنهت الزواج سريعًا.
بعد رشدي أباظة تزوجت للمرة الثامنة من مصطفى كمال صدقي: ضابط بالجيش، انتهى زواجهما بعد اعتقاله عقب ثورة 1952، وبعده من عبد المنعم الخادم واستمر الزواج 5 سنوات، لكنه طلب منها اعتزال الفن فحدث الطلاق، للتزوج حسن حسين وطلقته بعدما اكتشفت خيانته مع المطربة صباح، ما دفعها لمحاولة الانتحار، وتزوجت بعده من محرم فؤاد: زواج لم يستمر سوى 6 أشهر فقط، وبعده من أحمد ذو الفقار صبري: استمر عامًا واحدًا فقط.
قصة زواجها من فايز حلاوة
أما زواجها من فايز حلاوة كان أطول زيجاتها (18 عامًا)، انتهت بمعارك قضائية بعدما طردها من شقتها واستولى على أموالها، وكان زواجها من الكاتب المسرحي فايز حلاوة من أكثر زيجاتها إثارة للجدل، فقد استمر 18 عامًا وانتهى بخلافات وصلت إلى المحاكم، واستولى حلاوة على شقتها وطردها بملابس النوم، وتزوج فيها، مما جعل قصتهما حديث الصحافة.
وتدخل الشيخ الشعراوي لحل الخلاف، وطلب من حلاوة منحها نفقة متعة، لكنه سخر من الأمر، مما أغضبها وأدى إلى قذفها له بالطعام. وعلى الرغم من كل ما حدث، عادت كاريوكا لتسامحه عندما زارها في المستشفى قبل وفاتها، ووكان آخر زيجاتها من حسن عبد السلام وبقيت معه حتى وفاتها.
في سنواتها الأخيرة، عانت تحية كاريوكا من الفقر، واضطرت للعيش في غرفة صغيرة على سطح إحدى البنايات الشعبية، بعدما فقدت أموالها، ورغم ذلك، لم تفقد عزتها أو كرامتها، حيث رفضت تجديد نزاعها مع فايز حلاوة على شقتها، قائلة: "هو متزوج وعنده أسرة، وأنا كبيرة في السن والشقة لم تعد تناسبني".
كانت وفاتها في 20 سبتمبر 1999، لكن إرثها الفني لا يزال خالدًا، فهي ليست مجرد راقصة، بل فنانة قدمت أعمالًا سينمائية خالدة مثل "شباب امرأة"، "أم العروسة"، "خلي بالك من زوزو"، و"إسكندرية كمان وكمان".
