خالد الجندي يوجه رسالة لـ أولياء الأمور بشأن تزويج الفتاة

تحدث الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن القيم والمبادئ التي يجب أن تحكم قرار تزويج الفتاة، مؤكدًا أن الفتاة أمانة وهبة من الله، وأن على أولياء الأمور أن يتعاملوا مع هذا القرار بأقصى درجات الحكمة والتقوى.
أولياء الأمور الفتاة أمانة
استهل الجندي حديثه، في حلقة مؤثرة من برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، بتشبيه بليغ، قائلاً: "إذا أعطاك أحدهم وردة وطلب منك أن تزرعها، فهل تضعها في مزبلة؟ بالطبع لا، لأنك تبحث عن مكان يليق بجمالها وقيمتها، وهكذا هي الفتاة، وردة أكرمك الله بها، فاختر لها البيئة التي تستحقها، لا بناءً على المال وحده، بل على الخُلق والدين."
وأكد الجندي أن المال ليس معيارًا كافيًا لاختيار شريك الحياة، مشددًا على أن كثيرًا من الفتيات يعشن في قصور لكنها تحولت إلى قبور لنساء يمتن كل يوم بسبب غياب الرحمة والمعاملة الطيبة. وأردف: "الفتاة ليست سلعة تُباع لمن يملك، بل أمانة لا تُسلَّم إلا لمن يصونها ويتقي الله فيها."
لا تبحثوا عن الأغنياء فقط
تابع الجندي حديثه محذرًا من الانسياق خلف بريق المال فقط: "إياكم أن تبحثوا في الخاطبين عن أصحاب الأموال من غير أخلاق، فليس كل غني أهلٌ لقيادة بيت، وليست كل القصور جنات، بل كثير منها مأوى لتعاسة دُفنت فيها أحلام النساء."
وأكد أن الخلق والتقوى هما المعياران الرئيسيان في اختيار الزوج الصالح، داعيًا أولياء الأمور إلى أن يكونوا أكثر وعيًا بمصير بناتهم، وأن يدركوا أن الزواج لا يعني التخلص من المسؤولية، بل نقلها إلى من هو جدير بها.
نقل أمانة من رجل إلى آخر
شدد الشيخ خالد الجندي على أن الزواج ليس مجرد عقد اجتماعي، بل هو "نقل أمانة من رجل إلى رجل"، وتابع: "بنتك أمانة في رقبتك، فإذا قررت أن تُزوّجها، فتأكد أن من تختاره أهل لتحمل هذه الأمانة."
وأوضح أن الزوج لا بد أن يكون على قدر هذه المسؤولية: "هل هذا الرجل سيصونها؟ هل سيُهملها أو يُسيء إليها؟ هل سيحترمها ويعاملها كما أوصى الله ورسوله؟"، مشيرًا إلى أن الكثير من مشاكل البيوت تبدأ من سوء الاختيار وعدم التحقق من أهلية الزوج لتحمل الأمانة.
وصايا للأجيال الجديدة
واختتم الجندي حديثه برسالة مستوحاة من وصايا العرب القدماء، قائلاً: "كما قالت إحدى الأمهات لابنتها: كوني له أرضًا يكن لك سماء، وكوني له أمةً يكن لك عبدًا، فإن الحياة الزوجية لا تُبنى إلا على التفاهم والاحترام المتبادل."
وأكد أن الزواج مسؤولية مشتركة، وأن النساء خُلقن للرجال، والرجال خُلقوا للنساء، داعيًا إلى التوازن بين الحقوق والواجبات، والتمسك بتقوى الله في كل قرار يتعلق ببناء الأسرة.

دعوة للتفكر وتحمل المسؤولية
وختم الشيخ خالد الجندي بدعاء: "نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بناتنا وأولادنا، وأن يجعل بيوتنا قائمة على الحب والتقوى، وأن يكون هذا الحديث نبراسًا يُضيء طريق الآباء والأمهات في اختيار من يصون أماناتهم."
إنها دعوة صريحة لإعادة النظر في مفاهيمنا عن الزواج، بعيدًا عن المظاهر الزائفة، وبالتركيز على القيم الحقيقية التي تحفظ للفتاة كرامتها وتضمن لها حياة كريمة ومستقرة.