دراسة جديدة تكشف موقف المجتمعات السودانية في مصر تجاه تشويه الأعضاء التناسلية

شهد أحد فنادق القاهرة صباح اليوم الثلاثاء، فعالية إطلاق دراسة حديثة بعنوان "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بين المهاجرين السودانيين في القاهرة الكبرى: التصورات والاتجاهات"، والتي أعدّتها كل من مؤسسة "تدوين لدراسات النوع الاجتماعي" ومنظمة "إيكواليتي ناو" الدولية.

تتناول الدراسة مواقف الجالية السودانية المقيمة في مصر تجاه ختان الإناث " تشوية الأعضاء التناسلية " ومدى تأثر هذه المواقف بالهجرة والاندماج في بيئات اجتماعية وثقافية جديدة.
وأكدت الدراسة أن المهاجرين السودانيين، خاصة الشباب والنساء المتعلمات، أبدوا مواقف متزايدة لرفض تشوية الأعضاء التناسلية، مشيرة إلى تأثير التجربة الشخصية والوعي المتزايد بالقوانين المصرية الصارمة كعوامل محفزة للتخلي عن هذه الممارسة. في المقابل، لا تزال بعض الأسر تعتبر الختان جزءًا من الهوية الثقافية وشرطًا للقبول الاجتماعي.

السودان الصغير فى القاهرة
وتوصي الدراسة بتكثيف حملات التوعية داخل "السودان الصغير" في القاهرة، والانخراط مع شخصيات مؤثرة مجتمعيًا، مثل الجدات والقابلات ورجال الدين، من أجل تغيير المواقف الثقافية، والتصدي للمفاهيم الدينية الخاطئة المرتبطة بختان الإناث “ تشوية الأعضاء التناسلية".

اقرأ أيضًا.. تدوين يستعد لإطلاق دراسة «تشويه الأعضاء التناسلية للإناث».. الثلاثاء المقبل
شهدت المناقشات خلال الفعالية تأكيدًا جماعيًا من الحضور على أن الوضع ما زال حرجًا، وأن ختان الإناث لا يزال يُمارس في ظل صمت اجتماعي وتواطؤ مجتمعي، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا ومستمرًا. شدد المتحدثون على أن هذه الممارسة تشكل جريمة مكتملة الأركان بحق الفتيات والنساء، لما تسببه من أضرار جسدية ونفسية دائمة، وانتهاك مباشر لكرامتهن وحقوقهن الأساسية.

وأكد المشاركون أن التوعية لا يجب أن تكون موسمية أو مرتبطة بأيام عالمية أو مناسبات محددة، بل ينبغي أن تكون جزءًا من جهد مستمر وطويل الأمد، مدمجًا في مناهج التعليم، وخطاب الإعلام، وبرامج التثقيف المجتمعي، لضمان تغيير حقيقي ومستدام في الوعي الجمعي. كما دعوا إلى إشراك القيادات المجتمعية والدينية، والشباب، والنساء الناجيات من الختان، في جهود التوعية، باعتبارهم أكثر قدرة على التأثير المباشر داخل دوائرهم.
لينك البث المباشر لإطلاق دراسة تشوية الأعضاء التناسلية بين المهاجرين السودانيين
التوعية بجريمة تشوية الأعضاء التناسلية
واتفق الحضور على أن بناء بيئة رافضة لختان الإناث يتطلب تكرار الرسائل التوعوية بطرق إبداعية تراعي الخصوصية الثقافية للمجتمعات المستهدفة، إلى جانب التأكيد على تطبيق القوانين بشكل حازم، بما يبعث برسالة واضحة بأن هذه الجريمة لن تُقابل بالتغاضي أو التبرير بعد الآن.
يُذكر أن مصر والسودان تسجلان من أعلى معدلات ختان الإناث عالميًا رغم وجود قوانين رادعة، ما يجعل هذه الدراسة مساهمة محورية لفهم ديناميكيات التغيير المجتمعي وسبل حماية النساء والفتيات من هذه الممارسة الضارة.