عاجل

حكم الحاسد في الإسلام .. وسبل الوقاية الشرعية لتفادي الضرر

الحسد
الحسد

ما حكم الحاسد؟.. يمثل الحسد واحدة من الصفات الذميمة التي جاء لأجلها تحصينات عدة بالكتاب والسنة، وفي مقدمتها قراءة المعوذتين، والعديد من الآيات القرائنيةو الأدعية، لذا نستعرض في السطور التالية حكم الحاسد وكيفية الوقاية منه بالقرآن والسنة.

ما حكم الحاسد في الإسلام؟ 

لمعرفة حكم الحاسد يتوجب توضيح وشرح معنى الحشد وفقا لدار الإفتاء المصرية والتي عرفت الحسد بأنه تَمَنِّي الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ وجاء في "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص: 277، ط. مؤسسة الرسالة): [حَسَّدَه: تَمَنَّى أن تَتَحَوَّل إليه نِعمَتُه وفَضيلَته، أو يُسْلَبَهُما] اهـ.

حكم الحاسد والوقاية منه
حكم الحاسد والوقاية منه

وأوضحت الإفتاء أن الحسد من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها، قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]؛ ولذا ورد النهي عنه؛ فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا.. ».

أدلة الحسد من السنة

ووردت أحاديث في السنة تثبت أَنَّ العين حق ولها تأثير على المعيون -أي: مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي الصحيحين من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين.

قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (14/ 174، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه إثبات القدر، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة.. ومعناه: أَنَّ الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلَّا على حسب ما قَدَّرها الله تعالى، وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلَّا بقدر الله تعالى، وفيه صحة أمر العين، وأنها قوية الضرر] اهـ.

وقال الإمام ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 200، ط. دار المعرفة): [الحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألمٍ أو هلكةٍ، وقد يصرفه قبل وقوعه؛ إمَّا بالاستعاذة، أو بغيرها، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية] اهـ.

حكم الحاسد 
حكم الحاسد 

حكم الحاسد في الشرع

فما حكم الحاسد في الشرع؟.. يضر الحاسد في دينه ودنياه أكثر ممَّا يضر المحسود، فيضره في دينه؛ لأنَّه يجعل الحاسد ساخطًا على قضاء الله كارهًا لنعمته التي قَسَّمَهَا بين عباده، ويضره في دنياه؛ لأنه يجعل الحاسد يتألم بحسده ويتعذب ولا يزال في غم وهم، فيهلك دينه ودنياه من غير فائدة. أما المحسود فلا يقع عليه ضرر في دينه ودنياه؛ لأنَّ النعمة لا تزول عنه بالحسد، بل ما قَدَّره الله تعالى عليه لا حيلة في دفعه، فكل شيء عنده بمقدار.

 كيف نحتمي من عين الحاسدين؟

ويقول الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الحسد صفة مذمومة وذنب كبير ، وقد بين القرآنُ الكريم أنه شَرٌّ ، فقال تعالى (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .. وذلك لأن الحاسد يعترض على قضاء الله وحِكْمَتِهِ في خَلْقِه ، قال عز وجل (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) .

ولفت إلى أن الحاسد آثم شرعًا، وإثمه على قدر اعتراضه على قضاء ربه سبحانه ، وعلى قدر أذاه لمن حَسَدَهُ . وعليه أن يتيقن أن قضاء الله نافذٌ ، وأن حسده لن يجلب له خيرا ؛ بل هو شر عليه وعلى غيره ممن يحسدهم ؛ فليتقِ الله ولْيَرْضَ بقضائه ، ويُكْثِر مِن قوله تعالى : (مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) .

حكم الحاسد في الشرع
حكم الحاسد في الشرع

وشدد: على الإنسان عموما حتى ولو كان محسُودًا أن يداوم على قراءة المعوذتين صباحًا ومساءً ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ" . فمَن واظَب على ذلك يُحْفَظ بإذن الله.

 

تم نسخ الرابط