عاجل

الرئيس الأمريكي "يُفضل كسب المال على الحرب"

من أجل صفقة.. ترامب قد يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية

أحمد الشرع ودونالد
أحمد الشرع ودونالد ترامب

قالت صحيفة The Times البريطانية إنه من المتوقع أن يلتقي الرئيس ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، على الرغم من الانقسام بين مستشاريه حول الجدوى من هذه المحادثات.
ويسعى الشرع، الذي تولى السلطة في يناير الماضي عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، إلى الضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات من خلال تقديم تنازلات "مثل السماح للشركات الأمريكية باستغلال الموارد الطبيعية في صفقة معادن على غرار تلك التي وقعت في أوكرانيا"، وفق الصحيفة.
كما أثيرت إمكانية إنشاء "برج ترامب" في العاصمة السورية دمشق ، كجزء من عرض على الرئيس الأمريكي، الذي من المتوقع أن يلتقي نظيره السوري في مجموعة تضم محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، والرئيس اللبناني ميشال عون.
ويؤكد التقرير أنه "إذا تم عقد الاجتماع، فإنه سيمثل رحلة غير عادية لعضو سابق في تنظيم القاعدة في العراق قضى خمس سنوات في السجون الأمريكية، بما في ذلك في سجن أبو غريب سيئ السمعة".

ترامب يتوجه إلى الشرق الأوسط
ترامب يتوجه إلى الشرق الأوسط

السعي لرفع العقوبات عن سوريا

قبل وقت قصير من توجهه إلى السعودية، قال ترامب في البيت الأبيض إنه يفكر في رفع العقوبات الأمريكية التي يعود تاريخها إلى نظام الأسد وتمنع سوريا من التجارة والخدمات المصرفية، وذلك من أجل منح البلاد "بداية جديدة".
وتشمل أول زيارة خارجية مهمة لترامب قضاء يومين في الرياض قبل زيارة قطر والإمارات العربية المتحدة، مع إمكانية إضافية لزيارة تركيا يوم الخميس للانضمام إلى المحادثات المحتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومع أنه لم يؤكد الاجتماع قال ترامب بشأن سوريا: "سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات، والتي قد نرفعها قريبًا".
وأضاف: "قد نرفع العقوبات عن سوريا لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة. لكن الرئيس أردوغان سألني عن ذلك. سألني كثيرون عن ذلك لأن الطريقة التي نفرض بها عقوبات عليهم لا تمنحهم بداية جيدة. لذا نريد أن نرى إن كان بإمكاننا مساعدتهم، وسنتخذ القرار المناسب".
والأسبوع الماضي، التقى الشرع بالرئيس الفرنسي ماكرون، واقترح رفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي تدريجيا شريطة أن يلتزم النظام الجديد بتعهداته بالشمول والإصلاح.
وقالت مصادر أمنية لصحيفة The Times إن الشرع "قد يعرض بدء محادثات بشأن الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وهي مجموعة الاتفاقيات لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل والتي وقعتها بالفعل الإمارات والبحرين".
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري "قد يكون مستعدًا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح أو السماح لإسرائيل بالاحتفاظ بوجود أمني في جنوب غرب سوريا، حيث أنشأت القوات الإسرائيلية منطقة عازلة بجوار مرتفعات الجولان التي احتلتها في عام 1967".
وقد اعترفت الولايات المتحدة في عهد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان في عام 2019.

تولسي جابارد مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية
تولسي جابارد مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية

مساعدي ترامب يسعون لعدم اللقاء مع الشرع

حسب الصحيفة، يُعتقد أن الشرع تحدث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، بشأن لقاء ترامب. ومع ذلك، يبدو أن هناك انقسامًا حول هذا الموضوع بين كبار مستشاري ترامب. 
بين هؤلاء الذين يُعتقد أنهم ما زالوا حذرين -إن لم يكونوا عدائيين وقد يحاولون منعه- بشأن اللقاء هي تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، والتي قامت بزيارة منفردة إلى سوريا عام 2016، عندما كانت عضوًا في الكونجرس، للقاء الرئيس السابق بشار الأسد، وعادت حاثةً على تعزيز الحوار لإنهاء عزلة نظامه. 
كما يُقال إن سيباستيان جوركا، مستشار ترامب لمكافحة الإرهاب، من بين المشككين الآخرين.
أيضا، يُعتقد أن مايك والتز، وهو مساعد آخر موالٍ لإسرائيل، ومستشار الأمن القومي السابق والمرشح الآن لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قد منع ترامب -قبل إقالته الشهر الماضي- من الاطلاع على التنازلات التي تُبدي سوريا استعدادها لتقديمها. 
في المقابل، يُعتقد أن آخرين، ومنهم ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط، أكثر تأييدًا لتحسن العلاقات مع سوريا، لعلمهم بسهولة تجاوز ترامب للبروتوكول والتقاليد في إبرام الصفقات، ولأن الرئيس الأمريكي "يُفضل كسب المال على الحرب".

صفقة معادن والانضمام إلى اتفاقات أبراهام

أكد مصدر أمني أمريكي وصفته الصحيفة بأنه "على صلة وثيقة بالشرق الأوسط" أن إمكانية انضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام طُرحت على حكومة الشرع، حيث لعبت الإمارات العربية المتحدة دور الوسيط.
ويتطلع البعض في إدارة ترامب، بدعم من دول الخليج، إلى الاستفادة من الفرصة لإبعاد سوريا عن نفوذ إيران، الداعم السابق لنظام الأسد.
وقال المصدر: "إذا نظرنا إلى هيكلية صفقة المعادن الأوكرانية، فقد تُشكل نموذجًا يُحتذى به لسوريا. إذا انضمت سوريا إلى اتفاقيات إبراهيم، واستخدمت الولايات المتحدة ذلك كوسيلة ضغط لجذبها نحو الغرب، فهذا احتمال وارد، وقد نوقش بالفعل".
وأضاف المصدر أن دول الخليج دعمت نطاق جهود ترامب الدبلوماسية، حيث سعى ويتكوف إلى ربط الصفقات المتعلقة بأوكرانيا والشرق الأوسط. 
وقال عن كبير مبعوثي ترامب: "في الخليج وموسكو، يُعجبون به لأنه لا يتحدث في السياسة، بل في العقارات. إنه يتحدث عن الأعمال، وهذا يلقى صدى لدى هؤلاء الرجال".

تم نسخ الرابط