انتقادات ومذكرة اعتقال قديمة السبب
الشرع يغيب عن القمة العربية في بغداد ويفوّض وزير خارجيته

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر دبلوماسي عربي، الاثنين، إن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لن يشارك في القمة العربية المقرر عقدها السبت المقبل في العاصمة العراقية بغداد، بعد أن قوبل توجيه دعوة رسمية للشرع بانتقادات شديدة من سياسيين عراقيين بارزين موالين لإيران وأنصارهم.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن المصدر: "لن يشارك الرئيس الانتقالي للجمهورية العربية السورية أحمد الشرع في أعمال القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين المقرر عقدها في العاصمة العراقية بغداد يوم 17 مايو الجاري".
ونقلت "سكاي نيوز" عن مصدر سياسي عراقي إن من سيمثل سوريا بدلاً من الشرع هو وزير الخارجية أسعد الشيباني.
ووضع العراق الذي يشهد استقرارا نسبيا بعد عقود من النزاعات التي أعقب الإطاحة بحكم الرئيس الراحل صدام حسين "خططا أمنية متكاملة" لحماية الشخصيات المشاركة في القمة، حسبما أكّد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي.
بالتزامن مع أعمال القمة، أعلنت وزارة الداخلية العراقية السبت منع التظاهر "من يوم 11 مايو حتى الـ 20 من الشهر ذاته" مؤكدا "إلقاء القبض على كل من يحاول التظاهر".
مذكرة توقيف للشرع في بغداد
منذ نهاية حكم بشار الأسد وتولي السلطة الجديدة في سوريا، تتعامل بغداد بحذر مع دمشق. وزار دمشق وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري، نهاية الشهر الماضي، والتقى الشرع ومسئولين حكوميين، للبحث في التعاون في الأمن والتجارة ومكافحة الإرهاب.
وبينما جاء الدعم الرئيسي للأسد من روسيا وإيران وحزب الله، شاركت فصائل مسلحة عراقية موالية لإيران في الدفاع عن نظامه خلال الحرب التي استمرت 13 عاما وأشعلتها حملته الدامية لإخماد الاحتجاجات المنادية بالديموقراطية.
وقالت مصادر أمنية عراقية للوكالة الفرنسية إن هناك مذكرة توقيف قديمة بحق الشرع في العراق، والتي تعود إلى فترة كان فيها مقاتلا في صفوف تنظيم القاعدة ضد القوات الأمريكية وحلفائها وسُجن في العراق لسنوات إثر ذلك.
السعودية تدعم أحمد الشرع
أمس الأحد، أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، اتصالا تليفونيا مع الشرع، بحثا خلاله العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك، لا سيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وفقًا لوسائل إعلام سورية.
وأعرب الشرع خلال الاتصال، عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية وعلى دعمها المتواصل لسوريا، مؤكداً أهمية دورها في تعزيز وحدة أراضي سوريا واستقرارها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري في مواجهة التحديات، وخاصة العدوان الإسرائيلي الأخير.
ومن جانبه، أكد ولي العهد السعودي التزام المملكة بدعم أمن سوريا واستقرارها، وتشجيع الحلول السياسية التي تحفظ وحدة البلاد وتساهم في إعادة إعمارها. مشيرًا إلى حرص المملكة على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع سوريا خلال الفترة المقبلة.