عاجل

حاول إسكاتها «من أجل الفلسطينيين»

بعد مذكرة نتنياهو.. اتهامات «الاعتداء الجنسي» تحاصر مدّعي الجنائية الدولية

 كريم خان المدعي
كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي

في محاولة لتشويهه بسبب مذكرات الاعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زعمت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية أن المدعي العام البريطاني الذي يسعى لاعتقال نتنياهو "حاول إسكات امرأة تتهمه بالاعتداء الجنسي، مستشهدًا بمحنة الفلسطينيين".

ويُزعم أن كريم خان، المدعي العام الرئيسي للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والذي يقود قضية جرائم الحرب ضد إسرائيل، أخبر السيدة المضررة أن فضيحةً كهذه ستضر بنجاح الملاحقات القضائية لمجرمي الحرب في تل أبيب.

أعلن خان قراره السعي لإصدار مذكرات توقيف بحق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويوآف جالانت، وزير دفاعه آنذاك، في مايو من العام الماضي، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تتعلق بشكل رئيسي بمسألة إدخال المساعدات إلى غزة.

وإضافةً إلى مذكرات التوقيف الصادرة بحق نتنياهو وجالانت، صدرت ثلاث مذكرات توقيف بحق كبار قادة حماس، ويُعتقد الآن أنهم جميعًا في عداد الموتى. لكن لا تزال مذكرات التوقيف سارية المفعول، بعد أن رفضت الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية طعنًا في اختصاصها.

السر في مكالمة هاتفية

وفقًا لصحيفة The Wall Street Journal، يُظهر تسجيل مكالمة هاتفية، تُشكل جزءًا من تحقيق الأمم المتحدة في الادعاءات، أن المدعي العام خان قال للمرأة: "ستكون خسائر ادعاءاتها -للأسف- ثلاثة: أنتِ وعائلتكِ، وأنا وعائلتي، وعدالة الضحايا".

وفي مناسبة أخرى، ورد أنه قال: "فكّري في مذكرات التوقيف الفلسطينية"، وفقًا لشهادة أخرى أُدلي بها للأمم المتحدة.

وجاء طلب إصدار مذكرة التوقيف بعد أسبوعين ونصف من علم خان بالاتهامات الموجهة إليه.

ووفقًا لمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، فقد فعل ذلك علنًا متجاهلًا نصيحة كبار المدعين العامين، مما زاد من الضغط على القضاة الذين كانت مهمتهم اتخاذ قرار الموافقة على أوامر التوقيف، وهو ما فعلوه في النهاية في نوفمبر 2024.

الشعور بالفخ

تزعم تفاصيل جديدة أن خان ضغط على الضحية المزعومة، وهي امرأة ماليزية في الثلاثينيات من عمرها، لإجبارها على ما وصفته الصحيفة الأمريكية بـ"الجماع غير المقبول" في عدة مناسبات. وتزعم شهادة أدلت بها الأمم المتحدة في ديسمبر 2023 أن المرأة استُدعيت إلى جناح السيد خان في فندق "ميلينيوم" في نيويورك.

وحسب التقرير، قالت المرأة إن خان "بدأ يلمسها جنسيًا -وهو ما فعله من قبل- ولكن على الرغم من محاولتها مغادرة الغرفة عدة مرات، سحبها إلى السرير، ونزع عنها ملابسها الداخلية، وأجبرها على ممارسة الجنس".

وأفادت التقارير أن المرأة، وهي متزوجة وأم لطفل، قالت لمحققي الأمم المتحدة: "إنه (خان) دائمًا ما يمسك بي ويقودني إلى السرير. إنه شعور بالوقوع في فخ".

وحسب الادعاء، مارس خان مع السيدة الماليزية "أفعالًا جنسية دون رضاها خلال رحلات عمل إلى كولومبيا والكونغو وتشاد وباريس، بالإضافة إلى منزل تملكه زوجته في لاهاي، حيث مقر المحكمة الجنائية الدولية".


تقديم شكوى

أفادت التقارير أن الضحية المزعومة، وهي محامية أيضًا، قالت إنها ترددت في البداية في تقديم شكوى لأنها لم ترغب في التخلي عن وظيفتها في أحد أهم مكاتب قانون حقوق الإنسان في العالم. كما كانت تخشى عدم قدرتها على دفع الفواتير الطبية لوالدتها التي كانت تحتضر بسبب السرطان.

وبصفتها مسلمة، أيدت بشدة التحقيق في قضية نتنياهو وجالانت. ولاحقًا أخبرت زملاءها أنها لا تريد تعطيل أوامر الاعتقال بتقديم شكوى ضد خان.

وفي 3 مايو، أصدر مكتب السيد خان بيانًا حذّر فيه من "محاولات عرقلة أو ترهيب أو التأثير بشكل غير لائق على مسؤوليه".

وأفادت صحيفة The Wall Street Journal أن هذا البيان صدر بعد يوم من مواجهة زملاء خان له في منزله بشأن سلوكه المزعوم، وإبلاغه بأنهم سيبلغون عنه إلى مكتب الموارد البشرية في المحكمة الجنائية الدولية.

خان ينفي الادعاءات: غير صحيحة

من خلال محاميه، نفى المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية  للصحيفة الأمريكية مزاعم المرأة الماليزية؛ مؤكدا أنه غير صحيح بتاتًا أنه "تورط في أي نوع من سوء السلوك الجنسي".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية، إن الأمم المتحدة تُجري تحقيقًا فيما إذا كان خان "قد حاول ترهيب أو الانتقام من المرأة ومسؤولين آخرين أبلغوا عن سوء سلوكه المزعوم، أو من المسؤولين الذين أبلغوا عنه".

وأفاد محامو خان ​​بأنه أبلغ وزارة الخارجية الأمريكية بنيته طلب إصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو قبل توجيه اتهامات الاعتداء الجنسي إليه. كما أنه طلب إجراء تحقيق خارجي في هذه الادعاءات.
 

تم نسخ الرابط