رئيس الوزراء: أصعب تحدي واجهناه بشرق بورسعيد معالجة التربة السبخية بسهل الطينة

أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بميناء شرق بوسعيد، أن منطقة سهل الطينة في شرق بورسعيد تتميز أنها أرض تسمي "بالتربة السبخية"، هذه المنطقة طبيعتها أن الأرض فيها رخوة جداً مملحة يطلق عليها ارض سبخية وكانت بها مشكلة كبيرة وتمثل عائق خلال عمل اي معدات، فأي معدة تقف بها سوف تهبط داخل الأرض، وممكن أن تغوص في داخل الأرض.
وقال: كان التحدي الاصعب أمامنا أن نقوم بعمل معالجة للتربة، فالدولة والهيئة الهندسية تقوم بجهد جبار لتأهيل هذه المنطقة بالكامل منطقة شرق بورسعيد لتصبح صالحة للتنمية، والدولة قامت بكل هذا الجهد لأن هذا الموقع شديد التميز على مستوى العالم، منطقة التقاء قناة السويس مع مياه البحر المتوسط وموانئ شرق وغرب بورسعيد.
وأشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أن فكرة هذا المشروع التنموي تم عملها منذ 30 سنة، وتم إصدار القرار بإنشاء هذا المنطقة كمنطقة اقتصادية منذ 30 سنة، لكن لم يتم التنفيذ على الأرض بصورة حقيقة الا عندما بدأت الدولة تنفيذها في ال10 الاخيرة، وهذا ما ادي إلى أننا أصبحنا نرى الان ثمار هذه التنمية والأفكار .

وأوضح رئيس الوزراء أن العقود التي تتم بالمنطقة هي عقود مطور صناعي فتأتي شركة كبيرة تأخذ مساحة على بعضها البعض، وتكون الدولة قد قامت بمعالجة التربة، فتبدأ الشركات بعمل تخطيط وتقسيم التراضي والمرافق الداخلية كلها، وبناء المباني ويتم تشغيل هذه المصانع، وبالفعل هذا حدث بشركة شرق بورسعيد وبجانبها شركة ابو ظبي ، واي مكور اخر نحاول أن نجتذبه في هذه المنطقة، وهذه هي اسرع طريقة لجذب الاستثمارات بطريقة مباشرة ونشارك القطاع الخاص في عملية التنمية .

و أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، أنه بعد شهرين سيخرج أول قطار كامل من هذا المصنع، خلال جولته بمصنع الشركة المصرية الوطنية لصناعات السمك الحديدية "نيرك" بميناء شرق بورسعيد ، العام القادم ليدخل مباشرة في خدمة مشروع المترو الخاص بالإسكندرية ، واوصى بالاسراع بتنفيذ هذا المشروع في ميناء شرق بورسعيد.

وضمن جولته اليوم بمنطقة شرق بورسعيد المتكاملة، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، مصنع الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكك الحديدية (نيرك)، حيث كان في استقباله المهندس كريم سامي سعد، والدكتور أحمد فكري عبد الوهاب، عضوا مجلس الإدارة.
وأكد رئيس الوزراء أهمية هذا المشروع الواعد في توطين أحد أهم الصناعات في مجال النقل، والتي توليها الدولة اهتماماً كبيراً لكونها تخدم أهداف التنمية الشاملة للدولة من خلال تحقيق الربط الفاعل بين مختلف المناطق، عبر وسائل نقل حضارية مستدامة، تيسر حركة البشر والبضائع.
وخلال الزيارة، قدم المهندس أحمد المفتي، العضو المنتدب لشركة نيرك، عرضًا تقديميًا شاملًا استعرض خلاله التقدم المحرز في المشروع، وكذا مراحل التصنيع المختلفة داخل المصنع، فضلاً عن استراتيجية نيرك لتوطين صناعة السكك الحديدية في مصر.
وأشار المهندس أحمد المفتي، خلال العرض التقديمي، إلى أن المرحلة الأولى للمشروع تمتد على مساحة إجمالية تبلغ ١٠٠،٠٠٠ متر مربع، وتبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع ١٢٠ عربة سنويًا، لافتاً إلى أن الموقف التنفيذي يشير إلى أنه تم استكمال نحو ٨٠٪ من الأعمال الإنشائية وسيتم الانتهاء منها بالكامل في ٣٠ يونيو ٢٠٢٥، كما تم التعاقد على جميع معدات الإنتاج وسيتم الانتهاء من تركيبها خلال شهر يوليو ٢٠٢٥.
ولفت العضو المنتدب للشركة إلى أن تجارب التشغيل بالمصنع ستبدأ خلال شهر يوليو ٢٠٢٥، ليبدأ تصنيع أول عربة مترو بمصنع نيرك خلال شهر أغسطس ٢٠٢٥، ومن المخطط خروج أول قطار من مصنع نيرك في يوليو ٢٠٢٦، طبقاً للجدول الزمني المعتمد من الهيئة.
وأضاف المهندس أحمد المفتي أن "نيرك" تركز على تعميق التصنيع المحلي، ودعم الموردين المحليين، وتعزيز القدرة الوطنية على تصنيع وتجميع المكونات الرئيسية لعربات السكك الحديدية، بالإضافة إلى تطوير سلسلة الإمداد المحلية، واستقطاب الموردين الخارجيين لنقل التكنولوجيا والمعرفة، وتتضمن المشروعات الحالية والمستقبلية توطين وتوريد عربات ركاب سكة حديد، ووحدات قطار مترو للتشغيل على خطوط مترو الأنفاق والمشروع الإقليمي بالإسكندرية، مع التركيز على زيادة نسبة المكون المحلي في التصنيع.
ولفت العضو المنتدب إلى أن من بين مشروعات الشركة، مشروع توطين وتوريد (40) وحدة قطار مترو 320 عربة، للتشغيل على الخطين الثاني والثالث (نسبة المكون المحلى 30%)، ومشروع توطين وتوريد (21) وحدة قطار مترو 189 عربة، لمشروع المترو الإقليمي بالإسكندرية (أبو قير - محطة مصر) (نسبة المكون المحلى 35%)، ومشروع توطين وتوريد 500 عربة ركاب سكة حديد، (درجة أولى/ ثانية، بوفيه) (نسبة المكون المحلى 70%).
وفي ختام الزيارة، قال المهندس أحمد المفتي، العضو المنتدب لشركة نيرك: "إننا في نيرك نفخر بالتقدم الذي أحرزناه في إنشاء هذا الصرح الصناعي الضخم، والذي يمثل نقلة نوعية في صناعة السكك الحديدية في مصر.. ورؤيتنا لا تقتصر على تلبية الاحتياجات المحلية، بل تتجاوز ذلك إلى بناء قاعدة تصنيعية متطورة قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا.. نحن ملتزمون بتوطين التكنولوجيا وتطوير القدرات الوطنية، وسنعمل على زيادة نسبة المكون المحلي في منتجاتنا بشكل تدريجي، كما يتضح من المشروعات التي نعمل عليها حاليًا.. توقيع العقد الذي تم خلال هذه الزيارة للمصنع مع الهيئة المصرية للأنفاق يؤكد على هذه الرؤية ويعزز من دورنا كشريك استراتيجي في تطوير منظومة النقل في مصر".