هل يمكن أن نبطئ الشيخوخة من الداخل؟ "بروتين كلوثو" هو السر..اعرف تفاصيله

في سباق الإنسانية مع الزمن، لطالما حلم البشر بإكسير الحياة أو سر الشباب الدائم. وبينما ظلّت هذه الفكرة لعقود أقرب للأسطورة، يلوح في الأفق اليوم أمل جديد لا يأتي من مختبرات الخيال العلمي، بل من داخل أجسادنا: بروتين "كلوثو".
هذا الجزيء الذي ينتجه الجسم طبيعيًا قد يكون، بحسب دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Molecular Therapy، المفتاح الحقيقي لإبطاء عملية الشيخوخة، وتجديد شباب الدماغ والعضلات، بل وربما إطالة العمر نفسه.
من هو "كلوثو"؟
سُمي الجزيء تيمّنًا بإحدى الآلهات الثلاث في الأساطير اليونانية، المسؤولة عن "غزل خيوط الحياة"، لكن دوره في الجسم الحديث أكثر دهشة من الأسطورة نفسها؛ فهو يتحكم بعدد من الوظائف الحيوية المرتبطة بالتوازن البيولوجي، مثل تنظيم الأيض، حماية الخلايا العصبية، وتعزيز وظائف الكلى.
ومع التقدم في العمر، تنخفض مستويات كلوثو، ويبدأ الجسم في فقدان قدرته على التجدد الذاتي، ما يفسر ظهور علامات الشيخوخة، سواء في العقل أو الجسد.
تجربة علمية تفتح نافذة إلى المستقبل
في خطوة غير مسبوقة، قام علماء من جامعة برشلونة بحقن فئران تجارب بفيروس معدل وراثيًا يعمل على توصيل كلوثو إلى الخلايا. وكانت النتيجة مذهلة:
- زيادة في متوسط العمر بنسبة 20%
- تحسن ملحوظ في كثافة العظام وقوة العضلات
- استعادة حيوية الدماغ وتحسن في الذاكرة والقدرات المعرفية
- تقليل التليفات الداخلية في العضلات وزيادة الكتلة العضلية
- بكلمات بسيطة: الفئران لم تعش أطول فقط، بل عاشت أكثر صحة وشبابًا.
هل نحن قريبون من إبطاء الزمن؟
رغم أن التجارب اقتصرت على الحيوانات، فإن نتائجها تدفع العلماء للتساؤل: هل يمكن استخدام كلوثو كعلاج حقيقي للبشر؟ وهل سنتمكن في المستقبل من حقن كبار السن بما يعيد إليهم شباب العقل والبدن؟
الخبراء يحذرون من التسرع، لكنهم لا يخفون حماسهم. فكلوثو ليس مادة كيميائية غريبة أو مستوردة، بل جزيء فطري داخل أجسامنا، وكل ما يحتاجه الجسم هو تحفيزه مجددًا أو تعزيزه.
تأثيرات واعدة على أمراض الشيخوخة
أهمية هذا الاكتشاف لا تقتصر على "العمر البيولوجي" فحسب، بل تمتد إلى احتمالية مكافحة أمراض مزمنة مثل:
- الزهايمر والخرف
- هشاشة العظام
- ضعف العضلات
- تدهور وظائف الكلى
فإذا تمكن العلماء من تطوير علاجات تعتمد على رفع مستويات كلوثو لدى الإنسان، فقد نكون أمام أول دواء يعيد الزمن البيولوجي إلى الوراء.
نهاية مفتوحة... وبداية عصر جديد؟
ربما لا نملك اليوم علاجًا نهائيًا للشيخوخة، لكن بروتين كلوثو وضعنا على أول الطريق. ففي زمن تتسارع فيه الإنجازات العلمية، لم يعد الحديث عن إطالة العمر أو استعادة الشباب محض خيال، بل احتمال علمي يستحق المتابعة.
في النهاية، قد لا نحتاج يومًا إلى حبوب سحرية أو عمليات معقدة... بل يكفي أن نُعيد تنشيط ما بداخلنا.