المحادثات الأمريكية الإيرانية
صور أقمار صناعية تكشف «منشأة نووية سرية» في إيران تثير القلق

كشفت صور أقمار صناعية نشرتها قناة "فوكس نيوز" الأمريكية عن منشأة نووية إيرانية سرية، لم تكن معروفة سابقًا حتى للوكالات الدولية المعنية، في تطور يثير مخاوف دولية متجددة بشأن طبيعة البرنامج النووي الإيراني.
ووفقًا لما أفاد به معارضون إيرانيون، فإن المنشأة تقع في محافظة سمنان شمال شرقي البلاد، وتبعد مسافة كبيرة عن مواقع المنشآت النووية المعروفة مثل "نطنز" و"فوردو".
«منشأة نووية سرية» في إيران
الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية أظهرت بنية تحتية متطورة، وتموضعًا هندسيًا يوحي بوجود نشاط نووي غير معلن. وتشير المعلومات الاستخباراتية المرفقة إلى أن هذه المنشأة السرية تعمل منذ أكثر من عقد من الزمن، وتغطي مساحة تُقدّر بنحو 2500 دونم، مما يعزز الشكوك بشأن طبيعة الأنشطة التي تجري داخلها.
وفي تعليق على هذه المستجدات، قال مسعود الفق، الخبير في شؤون إيران وآسيا الوسطى، في تصريحات صحفية، إن توقيت الكشف عن هذه المنشأة يأتي في لحظة حساسة سياسيًا، حيث تقترب الجولة الرابعة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.

وأشار الفق في لقاء تلفزيوني إلى أن ظهور هذه المنشأة في هذا التوقيت قد يُعقّد المسار الدبلوماسي بين الجانبين، ويضع إدارة الرئيس الأمريكي في موقف حرج أمام الرأي العام والدول الحليفة، خاصة إذا ثبت أن المنشأة تُستخدم في أنشطة نووية غير سلمية.
وأضاف أن هذه التطورات تُعد اختبارًا لمدى جدية إيران في الالتزام بالاتفاقيات الدولية، مؤكدًا أن الكشف عن منشأة بهذا الحجم بعد أكثر من عشرة أعوام من السرية قد يُثير تساؤلات حول مدى شفافية طهران وتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الموقف الإسرائيلي
وفيما يخص الموقف الإسرائيلي، أشار الفق إلى أن إسرائيل لطالما اعتبرت البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا لا يمكن التساهل معه.
ولفت إلى أن هذا الكشف الجديد قد يدفع تل أبيب إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب، في حال شعرت بفشل المجتمع الدولي - وعلى رأسه الولايات المتحدة - في كبح جماح الطموحات النووية الإيرانية. وأضاف: "إذا لم تتمكن إسرائيل من التأثير على الموقف الأمريكي، فقد نرى مزيدًا من التصعيد في المنطقة".
هذا التصعيد تجلى أيضًا في لهجة التهديد المتبادل بين الطرفين، حيث حذر قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، من مغبة أي هجوم على إيران، قائلًا إن طهران ستفتح "أبواب جهنم" على من يعتدي عليها، في إشارة واضحة إلى إسرائيل، التي وصفها بأنها "عاجزة عن الدفاع عن نفسها في وجه صواريخنا"، ما يرفع منسوب التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

وفي سياق أمني ذي صلة، ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن السلطات في المملكة المتحدة أحبطت مؤامرة استهدفت السفارة الإسرائيلية في لندن، في خطوة زادت من حدة القلق بشأن أمن المصالح الإسرائيلية في الخارج. ورغم توجيه أصابع الاتهام إلى طهران، سارعت الحكومة الإيرانية إلى نفي أي تورط لها في الحادث، معتبرة أن تلك المزاعم لا تستند إلى أدلة حقيقية.
تزامن هذه الأحداث مع استمرار تعثر المسار الدبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني، يعيد إلى الواجهة سيناريوهات المواجهة ويزيد من احتمال الانزلاق نحو تصعيد عسكري، في حال لم تُحقق الجهود الدولية تقدمًا ملموسًا في كبح برنامج طهران النووي.