75 عامًا على رحيل قيثارة السماء.. من هو الشيخ محمد رفعت وما قصة مرضه؟

في مثل هذا اليوم تمر 75 عامًا على رحيل قيثارة السماء.. فمن هو الشيخ محمد رفعت وما قصة مرضه؟
ذكرى رحيل قيثارة السماء
الشيخ محمد رفعت محمود رفعت، من مواليد 1882/5/9 م بمنطقة المغربلين، بحي السيدة زينب رضي الله عنها، بالقاهرة.
قالوا إنه "قيثارة السماء" ورائد مدرسة التلاوة في العصر الحديث.. ذكرى وفاة صاحب "الصوت الباكي" الشيخ "محمد رفعت" أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم، والتي توافق مثل هذا اليوم 9 مايو.
فقد الشيخ محمد رفعت بصره صغيراً وهو في سن الثانية من عمره، فقد كان جميلًا جدًا عند ولادته، فحسدته إحدى السيدات فقالت: له عيون ملوك فالعين حق تدخل الجمل القدر وتدخل الرجل القبر، فأصيب بالعمي نتيجة مرض أصاب عينيه.

حفظ القرآن في سن الخامسة، حيث التحق بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب ودرس علم القراءات وعلم التفسير ثم المقامات الموسيقية على أيدى شيوخ عصره.
توفي والده محمود رفعت والذي كان يعمل مأمور بقسم شرطة الخليفة وهو في التاسعة من عمره فوجد الطفل اليتيم نفسه مسئولا عن أسرته وأصبح عائلها الوحيد، فلجأ إلى القرآن يعتصم به ولا يرتزق منه، تولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة 1918م وهو في سن الخامسة عشرة.
بلغ شهرة واسعة ونال محبة الناس، وأفتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934م، وذلك بعد أن استفتي شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتي له بجواز ذلك فافتتحها بقول من أول سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)، ولما سمعت الإذاعة البريطانية بي بي سي العربية صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتي الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام، فسجل لهم سورة مريم.
قصته مع الإذاعة
في 31 من مايو من العام 1934م، بدأ بث الإذاعة الحكومية للمملكة المصرية العظمي، من خلال تنفيذ اتفاقية أبرمتها الحكومة المصرية مع شركة "ماركوني" التلغرافية واللاسلكية تحت إشراف الحكومة المصرية ومن طرائف ما يذكر في هذا الأمر ما حدث مع مولانا الإمام الشيخ محمد رفعت وهو التالي ذكره.
تم دعوة الشيخ محمد رفعت للقراءة بالإذاعة، لكن فوجئت إدارة الإذاعة بالرفض، وكان السر وراء ذلك اعتقاد مولانا الشيخ رفعت أن هناك شبهة حرمة في قراءته بالإذاعة التي أسستها الشركة الإنجليزية، لكنه توجه إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر وكان الأخير في اجتماع مع الملك فؤاد للنظر على وضع الأزهر بعد استقالة الشيخ المراغي.
قابل شيخ الأزهر الشيخ رفعت، حيث قال له إنه عُرض عليه القراءة في الإذاعة لكنه يرفض نظرًا لأن الإذاعة مكانًا غير طاهر لأنها تحت وصاية بريطانية، فضلًا عن احتمالية وجود محرمات بها وتبرج قريبات الإنجليز.
ولكن الشيخ أقنعه أن القراءة في الإذاعة أمر عادي ومحبوب لأن الراديو وسيلة تصل للجميع، فالعيب فيما يُقدّم في الراديو وليس العيب في الراديو نفسه، والقرآن خير شيء يُقدم عن طريق الراديو، فاقتنع الشيخ رفعت ووافق على القراءة بالإذاعة، وخبأ القدر للشيخ محمد رفعت أن يكون هو أيضا صاحب التلاوة في الحفل الرسمي للإذاعة بدار الأوبرا.

فأما اليتيم فلا تقهر
يروي عن الشيخ محمد رفعت أنه كان رحيمًا رقيقًا ذا مشاعر جياشة عطوفًا على الفقراء والمحتاجين، حتي أنه كان يطمئن على فرسه كل يوم ويوصي بإطعامه، ويروى أنه زار صديقًا له قبيل موته فقال له صديقه من يرعي فتاتي بعد موتي، فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي والشيخ يقرأ القرآن من سورة الضحى حتى وصل إلى قول (فأما اليتيم فلا تقهر) فتذكر الفتاة وانهال في البكاء بحرارة، ثم خصص مبلغًا من المال للفتاة حتى تزوجت.
قصة مرضه ورحيله
من على فراش المرض حينما أصابه زغطه في حنجرته عام 1942 فتوقف عن القراءة حتى رحل عنا في مايو عام 1950.