ركعتان في جوف الليل تكفيان. دار الإفتاء توضح فضل قيام الليل

في ظل تساؤلات متكررة من جمهور المسلمين حول فضل قيام الليل، ومدى احتسابه لمن اقتصر على ركعتين فقط، جددت دار الإفتاء المصرية تأكيدها أن قيام الليل لا يشترط فيه الإكثار، وأن ركعتين بنيّة صادقة وخشوع يكفيان لبلوغ الأجر والثواب.
وأوضحت الدار، في بيان لها، أن قيام الليل يبدأ بعد صلاة العشاء ويمتد حتى طلوع الفجر، ويكفي فيه ركعتان، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين” (رواه مسلم).
كما أشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الليل غالبًا ثماني ركعات ويُتبعها بثلاث للوتر، ولكن الأهم هو الدوام والثبات لا الكثرة، مستشهدة بحديثه الشريف:
“أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل” (رواه البخاري).
وأكدت الدار أن من صلى الوتر أول الليل ثم استيقظ لاحقًا وأراد أن يُكمل من الليل، فلا حرج عليه، وليس مطالبًا بإعادة الوتر، ولا بشفعه بركعة جديدة، لأن الوتر لا يُعاد في الليلة نفسها.
وأبرزت دار الإفتاء فضل قيام الليل من خلال عدة نقاط، جاء فيها:
- أفضل صلاة بعد الفريضة:
“أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” (رواه مسلم). - سُنة الأنبياء والصالحين:
“عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم…” (رواه الترمذي – صحيح). - سبب لمغفرة الذنوب وزيادة الحسنات، وتكفير السيئات.
- قُربة عظيمة إلى الله، حيث ينفرد العبد بربه في ظلمة الليل بعيدًا عن أعين الناس.
- رفعة الدرجات والفوز بالمقام المحمود، لقوله تعالى:
“وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ، عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا” (الإسراء: 79). - مانعة من الإثم ومطهّرة للقلب، كما جاء في الحديث:
“…ومنهى عن الإثم…” (رواه الترمذي). - راحة النفس وسكينة القلب، إذ يملأ قيام الليل صدر صاحبه بالنور والخشوع.
- سبيل لزيادة الحسنات ورفعة الدرجات، لقوله صلى الله عليه وسلم:
“من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين…” (رواه أبو داود – صحيح). - مدح الله أهل قيام الليل في كتابه:
“كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ” (الذاريات: 17). - دوام العمل ولو قلّ أحبّ إلى الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
- اقتداء برسول الله الذي كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، شكرًا لله، مع أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
واختتمت دار الإفتاء دعوتها للمسلمين بأن يبدؤوا القليل ولا يستهينوا به، فركعتان في ظلمة الليل قد تكون سببًا في مغفرة الذنوب وطمأنينة القلب وعلو المنزلة عند الله، مشددة على أن النية والإخلاص هما الأساس، لا كثرة الركعات أو طول القراءة