دراسة جديدة تكشف تأثير الكافيين على نشاط الدماغ أثناء النوم

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Communications Biology أن تناول الكافيين يؤثر بشكل كبير على نشاط الدماغ أثناء النوم، حيث يؤدي إلى زيادة ملحوظة في تعقيد الإشارات الدماغية، مما يعكس تحولًا في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات خلال النوم.
تأثير الكافيين على نشاط الدماغ أثناء النوم
ووفقًا للباحثين، فإن استهلاك الكافيين يؤدي إلى تأخر بداية نوم حركة العين السريعة (REM)، ويقلل من جودة الاستيقاظ، وهو ما ينعكس على أداء الدماغ في اليوم التالي، كما رُبط ضعف النوم الناتج عن الكافيين بزيادة خطر الإصابة بالسمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والاكتئاب.
الكافيين بين فوائده ومخاطره على الدماغ والنوم
رغم أن الكافيين يتمتع بخصائص واقية من الأمراض العصبية مثل باركنسون، إلا أن تأثيره على جودة النوم لا يزال محل جدل، خاصةً مع ارتفاع معدل استهلاك المشروبات التي تحتوي عليه بين مختلف الفئات العمرية.
وتوضح الدراسة أن الكافيين لا يؤثر فقط على مستقبلات الأدينوزين المرتبطة بالنوم، بل يغير أيضًا توازن الإشارات العصبية المعقدة التي تتحكم في بنية النوم ووظائف الدماغ.
تحليل الإشارات الدماغية تحت تأثير الكافيين
للوصول إلى هذه النتائج، قام الباحثون بتحليل بيانات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لـ 40 شخصًا سليمًا، تناولوا 200 ملغ من الكافيين أو علاجًا وهميًا في ليلتين مختلفتين.
وجرى تقييم موجات الدماغ خلال مراحل النوم المختلفة باستخدام أدوات تحليل متقدمة تشمل مقاييس التعقيد الطيفي، والإنتروبيا، والتعلم الآلي.
وأظهرت النتائج انخفاضًا واضحًا في قوة الموجات الدماغية منخفضة التردد (دلتا وثيتا وألفا) خلال نوم NREM، مقابل ارتفاع في موجات بيتا، والتي قد ترتبط بزيادة مستويات الناقل العصبي ،في المقابل، كان تأثير الكافيين في مرحلة نوم REM محدودًا ومتركزًا في المناطق القذالية للدماغ.
تباين التأثيرات بحسب الفئة العمرية
أظهرت الدراسة أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و27 عامًا كانوا أكثر تأثرًا بالكافيين مقارنةً بالبالغين في منتصف العمر (41-58 عامًا)، خاصة في مرحلة نوم ،ويُعزى ذلك إلى التراجع الطبيعي في كثافة مستقبلات الأدينوزين مع التقدم في السن، ما يقلل من حساسية الدماغ للكافيين في المراحل المتقدمة من العمر.
تحذيرات وتوصيات مستقبلية
في الختام، يؤكد الباحثون أن نتائج الدراسة تستند إلى مشاركين أصحاء، وبالتالي قد تختلف التأثيرات لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أو الأمراض العصبية. كما شددوا على أهمية التمييز بين التأثيرات المباشرة للكافيين على نشاط الدماغ، وبين تأثيراته غير المباشرة من خلال التغييرات في بنية النوم.