العدالة لطفل المرج .. تفاصيل صادمة حول تعدي أسرة على طفل خلال لهوه بالشارع

في واقعة مؤسفة تكشف عن تنامي ظواهر العنف المجتمعي، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة، شهدت منطقة المرج بالقاهرة حادثة أثارت استياءًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول عدد من النشطاء منشور يُظهر تعرض طفل للاعتداء بالضرب المبرح من قِبل والدي طفل آخر، ما أسفر عن إصابته بجروح قطعية وكدمات متفرقة بجسده.
الحادثة وقعت على خلفية مشاجرة نشبت بين الطفلين أثناء لهوهما في أحد شوارع الحي.
تفاصيل واقعة طفل المرج
وفور تداول المنشور وتفاعل المواطنين معه بشكل كبير، تحركت أجهزة الأمن بسرعة وجدية، وتم تشكيل فريق من رجال قسم شرطة المرج للانتقال إلى موقع الحادث والتحقق من الواقعة.
وبالفعل، تم التوصل إلى السيدة والدة الطفل المُصاب، وهي ربة منزل تقيم بدائرة القسم، حيث أفادت أن نجلها كان يلهو مع أحد الأطفال حينما نشب خلاف بسيط بينهما، تطور إلى مشاجرة، ليقوم والدا الطفل الآخر بالتدخل بشكل عنيف، ويعتديا على نجلها بالضرب بالأيدي، ما أدى إلى إصابته بجروح وكدمات تستدعي المحاسبة.
لم تمضِ ساعات قليلة حتى تمكنت قوات الشرطة من تحديد وضبط مرتكبي الواقعة، وهم سائق وزوجته ونجلهما، جميعهم يقيمون بنفس المنطقة، وخلال التحقيقات، أقر المتهمون الثلاثة بصحة ما نُسب إليهم، مؤكدين أنهم ارتكبوا الواقعة بدافع الانتصار لابنهم بعد المشاجرة.
استخدام العنف كوسيلة
هذه الحادثة ليست فقط مؤشراً على خطورة غياب الوعي التربوي والأسري، بل تُحذر من تفاقم أسلوب استخدام العنف كوسيلة لحل النزاعات بين الأطفال، الأمر الذي يهدد سلامة الصغار ويؤثر على استقرار المجتمع بأسره.
وتواصلت التحقيقات في قسم شرطة المرج بإشراف النيابة العامة، التي أمرت بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات، مع إجراء التحريات اللازمة حول الواقعة وسماع أقوال الشهود.
كما أمرت النيابة بعرض الطفل المصاب على الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي وبيان الإصابات التي لحقت به، تمهيدًا لتحديد المسؤوليات القانونية الواقعة على الجناة.
وقد تم تسجيل الواقعة في محضر رسمي حمل تفاصيل دقيقة حول الاعتداء، وتوثيق شهادات شهود العيان التي أجمعت على عنف غير مبرر من قِبل الوالدين تجاه الطفل.
وفي السياق نفسه، أطلقت عدد من منظمات المجتمع المدني دعوات لتبني حملات توعية عاجلة تستهدف أولياء الأمور في المناطق الشعبية، للتأكيد على أهمية ضبط النفس وتجنب الزج بالأطفال في خلافات الكبار.
وطالبت هذه الجهات بفرض رقابة مجتمعية وتعزيز الدور التربوي للمدرسة والأسرة معًا، وضرورة تفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين في متابعة سلوكيات الأطفال داخل الأحياء والمدارس.