رانيا جول: الذهب والبيتكوين يسطعان وسط ضبابية السياسات النقدية الأمريكية

قالت الخبيرة الاقتصادية رانيا جول إن الأسواق العالمية تشهد تباينًا حادًا في الأداء، نتيجة حالة من الضبابية المحيطة بالسياسات النقدية الأمريكية، خصوصًا مع عدم وضوح اتجاهات أسعار الفائدة، ما انعكس على توجهات المستثمرين وأسواق المال حول العالم.
وفي تصريحات أدلت بها عبر برنامج "أرقام وأسواق" المذاع على قناة أزهري، أوضحت جول أن الذهب والبيتكوين كانا من أبرز المستفيدين في الفترة الأخيرة، حيث اتجه المستثمرون نحوهما باعتبارهما ملاذين آمنين في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق المالية.
الذهب والبيتكوين
أشارت جول إلى أن المستثمرين توجهوا بشكل ملحوظ نحو الذهب والبيتكوين كملاذات آمنة في ظل الغموض السائد بشأن مستقبل السياسات النقدية الأمريكية. وأوضحت أن الذهب حافظ على جاذبيته وسط توقعات بتباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة، في حين حققت عملة البيتكوين ارتفاعاً بنسبة تفوق 3% خلال الأيام الماضية.
وأضافت جول أن هذا الارتفاع في البيتكوين جاء بالتزامن مع استئناف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما عزز شهية المستثمرين للأصول الرقمية. ولفتت إلى أن الثقة المتزايدة من قبل المؤسسات المالية في سوق العملات المشفرة تفتح الباب أمام مزيد من المكاسب خلال الفترة المقبلة.
توقعات صعودية للبيتكوين
وفي سياق حديثها، توقعت جول أن تستمر عملة البيتكوين في تحقيق مكاسب قوية، مشيرة إلى إمكانية وصول سعرها إلى مستويات تتراوح بين 150 ألفًا و200 ألف دولار خلال العام المقبل، مؤكدًا أن هذا السيناريو يعتمد على استمرار تدفق الاستثمارات المؤسسية إلى سوق العملات المشفرة، إلى جانب تطور الأطر التنظيمية التي تعزز من مصداقية هذه الأصول.
أسواق الأسهم
وفيما يتعلق بأسواق الأسهم، أوضحت جول أن عمليات جني الأرباح التي تشهدها الأسواق حالياً لا تعني خروج السيولة، بل تمثل حركة تصحيحية طبيعية وصحية بعد موجات الصعود السابقة، مشيرة إلى أن التحسن الملحوظ في عدد من المؤشرات الاقتصادية حول العالم، ولا سيما في مصر، يمنح أسواق الأسهم دفعة إيجابية نحو مزيد من الاستقرار والنمو.
وفي سياق متصل، لفتت جول إلى أن القطاعات المصرفية والعقارية في السوق المصري تبدو مرشحة للاستفادة من تراجع تكاليف التمويل نتيجة سياسات خفض أسعار الفائدة.
وأضافت أن هذه القطاعات قد تشهد نشاطًا متزايدًا في ظل توجه المستثمرين المحليين والأجانب نحو الاستثمار في أصول ذات عوائد مستقرة، خاصة مع تحسن بيئة الأعمال وتزايد الثقة في الاقتصاد المصري.

المخاطر والفرص
اختتمت جول تصريحاتها بالتأكيد على أن الأسواق العالمية تقف أمام مرحلة دقيقة تتطلب موازنة بين المخاطر والفرص، مشددة على أنه باتت القطاعات المصرفية والعقارية مرشحة للاستفادة من تراجع تكاليف التمويل بفعل خفض الفائدة.