عاجل

في ذكرى وفاة أحمد بن طولون.. مؤسس أول دولة مستقلة بعد العباسيين

أحمد بن طولون
أحمد بن طولون

تحل اليوم، العاشر من شهر ذي القعدة لعام 270هـ، الموافق 10 مايو 884م، ذكرى وفاة القائد أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية، والتي تُعد أول دولة مستقلة حكمت مصر منذ الفتح الإسلامي خارج سلطة الخلافة العباسية المباشرة.

في التقرير التالي يستعرض موقع “نيوز روم” أهم المعلومات عن القائد أحمد بن طولون أحد أبرز القادة الذين نقشوا أسماءهم في سجل التاريخ الإسلامي.

من هو أحمد بن طولون

ولد أحمد بن طولون في بغداد عام 220هـ (835م)، لأبٍ تركي الأصل خدم في صفوف الجيش العباسي، وقد أُرسل بن طولون إلى سامرّاء لتلقي تعليمه الديني والعسكري، فدرس الفقه والحديث، وأتقن فنون القيادة والسياسة، وهو ما أهله ليكون موضع ثقة الخليفة العباسي.

في سنة 254هـ (868م)، عُين واليًا على مصر من قبل الخليفة المعتمد بالله، إلا أن أحمد بن طولون سرعان ما فرض نفوذه الفعلي، مستغلًا ضعف الدولة العباسية آنذاك، فبدأ ببناء جيش قوي من المماليك الأتراك والعبيد، واستقل بالإدارة والمالية عن بغداد، دون أن يقطع الدعاء للخليفة العباسي في خطب الجمعة.

امتدت سلطة أحمد بن طولون إلى بلاد الشام والحجاز، ونجح في توطيد أركان الدولة الطولونية، التي أصبحت واحدة من أقوى الكيانات السياسية في المشرق العربي، ومن أبرز إنجازاته بناء مدينة القطائع شمالي الفسطاط، والتي ضمّت قصره ومسجدًا ما يزال شاهدًا على تاريخه، وهو جامع أحمد بن طولون، أقدم جامع باقٍ على حاله في مصر حتى اليوم.

يقول المؤرخ المقريزي في كتابه الخطط: "أحمد بن طولون ملك الديار المصرية وأحسن تدبيرها، ورفع منارها، وعمّر قراها، وأنشأ جامعًا لم يُبنَ مثله في زمانه، وأجرى المياه في الطرقات، وفتح البيمارستانات لعلاج المرضى مجانًا".

أما الطبري فيذكر في تاريخه: "وكان ابن طولون حازمًا في أمره، شديدًا على عماله، متفقدًا لأحوال رعيته، كثير الصلاة، كريمًا على أهل العلم والدين، كثير الإحسان إلى الفقراء والمساكين".

<span style=
مسجد أحمد بن طولون

عرف عن أحمد بن طولون اهتمامه الشديد برفاهية الرعية، حيث أسس البيمارستانات (المستشفيات) المجانية، وأنشأ شبكات مياه عامة، وفرض رقابة صارمة على الأسواق.

كما أسس مدينة القطائع، التي اتخذها عاصمة لحكمه، وبنى فيها جامع أحمد بن طولون، والذي ما يزال قائمًا حتى اليوم، ويُعد من أروع النماذج المعمارية الإسلامية الباقية.

وامتدت سلطة ابن طولون إلى بلاد الشام والحجاز، ونجح في إقامة جيش نظامي خاص به، بعيدًا عن سيطرة العباسيين، محافظًا في الوقت ذاته على شعائر الولاء الاسمي للخلافة.

وفاة أحمد بن طولون

توفي أحمد بن طولون في مثل هذا اليوم عن عمر ناهز 64 عامًا، ودفن في قصره بالقطائع، ليبدأ بعده ابنه خمارويه مرحلة جديدة من الحكم الطولوني، وإن كانت أقل استقرارًا.

تم نسخ الرابط