برلماني سابق : «التوعية الأخلاقية والتربية الجنسية ضرورة لحماية الأطفال»

أكد ممدوح رمزي، المحامي بالنقض والبرلماني السابق، أن التطور السريع الذي يشهده المجتمع يفرض مسؤوليات جديدة على الأسر والمؤسسات التربوية، أبرزها ضرورة تقديم التوعية للأطفال منذ الصغر، خاصة فيما يتعلق بالتربية الأخلاقية والجنسية.
الكنائس ودورها
أوضح رمزي، خلال لقائه في برنامج "علامة استفهام"، أن الكنائس في مصر تلعب دورًا مهمًا في تقديم دروس توعية للأطفال، تشمل جوانب متعددة من التربية، منها التربية الجنسية، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تعكس وعي المؤسسات الدينية بأهمية إعداد جيل واعٍ ومدرك لحدود جسده وحقوقه.
وأضاف: "هناك بعض الدول المتقدمة تقوم بتدريس مادة التربية الجنسية أو الأخلاقية للأطفال في المدارس، وهذا أمر في غاية الأهمية، لأنه يمنح الطفل المعلومات الصحيحة بطريقة علمية ومدروسة، بعيدًا عن المصادر الخاطئة".
التربية الجنسية والأخلاقية
دعا رمزي إلى ضرورة إدراج مادة خاصة بالتربية الأخلاقية والجنسية في المناهج الدراسية بمراحل التعليم المختلفة، معتبرًا أن هذه الخطوة ضرورية لبناء شخصية الطفل على أسس صحيحة، قائًلا: "يجب أن يتعلم الطفل منذ الصغر أن هناك مناطق في جسده لا يحق لأي شخص لمسها، سواء كان ولدًا أو بنتًا، وأن من حقه الدفاع عن نفسه والإبلاغ عن أي انتهاك".
وأشار إلى أن الطفل يبدأ مرحلة التمييز في سن الثامنة، وفقًا للقانون، وهو السن المناسب لبدء تقديم هذه التوعية بشكل يناسب عمره ومستوى فهمه، مؤكدًا أن تأخير هذه المعرفة يفتح الباب أمام تعرض الطفل لمواقف خطرة دون أن يكون لديه القدرة على التعامل معها.
حماية الطفل من التحرش
أكد أن تدريس مادة الأخلاق لا يقتصر على القيم المجردة، بل يشمل أيضًا تعليم الطفل كيفية التصرف في حال تعرضه لمحاولة تحرش أو ملامسة غير لائقة من أي شخص، قائًلا: "من خلال هذه المادة، سيتعلم الطفل كيف يحمي نفسه، وكيف يميز بين التصرفات الصحيحة والخاطئة، مما يساهم في تقليل حوادث التحرش والاعتداءات".
وشدد رمزي على أن دور الأسرة لا يقل أهمية عن دور المدرسة، إذ يقع على عاتق الأبوين مسؤولية توعية أطفالهم بطريقة مبسطة وصادقة، بعيدًا عن التهويل أو الإخفاء، لضمان تربية جيل قوي يعرف حقوقه وواجباته.

مسؤولية مجتمعية مشتركة
اختتم رمزي حديثه بالتأكيد على أن حماية الأطفال من الانتهاكات والتحرش مسؤولية مجتمعية مشتركة، تستوجب تعاون الأسرة والمدرسة والكنيسة وكافة مؤسسات المجتمع المدني، داعيًا إلى إطلاق حملات توعية وطنية تصل إلى جميع الفئات.
تصريحات ممدوح رمزي تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول سبل دمج التربية الأخلاقية والجنسية في النظام التعليمي، لضمان نشأة جيل أكثر وعيًا وقدرة على مواجهة تحديات العصر.