عاجل

اتصالات غير معلنة

الإمارات تتوسط سريًا بين إسرائيل وسوريا.. محادثات أمنية وسط توتر متصاعد

الجولان
الجولان

كشفت مصادر مطلعة عن تحرك إماراتي لإنشاء قناة خلفية سرية بين إسرائيل وسوريا، تهدف إلى معالجة القضايا الأمنية وتخفيف التوتر بين الجانبين، في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة، من بينها مسؤول أمني سوري ومسؤول في جهاز استخبارات إقليمي، إن الاتصالات بدأت بعد زيارة الرئيس السوري الجديد أحمد شراع إلى الإمارات في 13 أبريل 2025، وهي تركز حاليًا على "قضايا فنية وأمنية" بحتة، دون أن تُستبعد إمكانية توسيع نطاق الحوار لاحقًا.

محور أمني واستخباراتي

وأوضحت المصادر أن الحوار يشمل مسؤولين أمنيين من الإمارات وسوريا، بالإضافة إلى ضباط سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية، ويهدف إلى بناء إجراءات ثقة أولية بين الطرفين.
وأكد المصدر السوري أن القناة لا تشمل مناقشة تحركات الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، لكنها تغطي ملفات مكافحة الإرهاب وبعض الترتيبات الأمنية الحساسة.

ورفضت كل من الرئاسة السورية، ووزارة الخارجية الإماراتية، ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات، بينما شددت المصادر على السرية التامة نظرًا لحساسية الوضع.

تصعيد عسكري ووساطات متعددة

يأتي هذا التطور في وقت نفّذت فيه إسرائيل عدة ضربات جوية في سوريا، بينها غارة قرب القصر الرئاسي في دمشق، ولم يتضح بعد إن كانت القناة الخلفية قد فُعّلت بعد هذه الضربات.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن وساطات غير رسمية إضافية جرت خلال الأسبوع الماضي عبر قنوات أخرى، بهدف تهدئة التصعيد.

وتصف إسرائيل هذه الهجمات بأنها "رسائل رادعة" موجهة لحكومة شراع، بعد تصاعد التوترات في الجنوب السوري، خصوصًا على خلفية تهديدات موجهة للطائفة الدرزية، وهي أقلية دينية تتوزع في سوريا ولبنان وإسرائيل.

من جهتها، أدانت الحكومة السورية الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها "عدوان أجنبي وتصعيد غير مبرر"، مؤكدة أنها تعمل على توحيد البلاد بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية والانقسام.

مؤشرات على تغير في خطاب دمشق

تسعى القيادة السورية الجديدة إلى إظهار أنها لا تشكل تهديدًا لإسرائيل، في إطار جهودها لإعادة تموضعها إقليميًا. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن السلطات السورية اعتقلت اثنين من قيادات "حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية"، المتورطين في هجوم 7 أكتوبر 2023، في خطوة اعتُبرت رسالة تهدئة تجاه تل أبيب.
كما أكدت رسالة رسمية أرسلتها وزارة الخارجية السورية إلى وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي، واطلعت عليها "رويترز"، أن "سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل".

مخاوف من سيطرة الإسلاميين

تأتي الوساطة الإماراتية في وقت حساس، إذ تخشى إسرائيل من تنامي نفوذ الجماعات الإسلامية في الجنوب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

وقد كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية منذ ذلك الحين، بما في ذلك توغلات برية في الجنوب، في إطار استراتيجيتها لمنع أي وجود لمسلحين إسلاميين على حدودها.

كما أعربت أبوظبي عن مخاوف مشابهة، إلا أن اللقاء المطوّل بين الرئيس شراع وولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد ساهم في تخفيف تلك الهواجس، وفقًا للمصادر.

تم نسخ الرابط