عاجل

حكم صلاة النافلة جلوسا وثوابها.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

صلاة النافلة
صلاة النافلة

في زمن تتسارع فيه الخطى وتتعدد فيه الانشغالات، يبحث الكثير من المسلمين عن الرخص الشرعية التي تُيسر عليهم العبادة دون تفريط، ومن بين الأسئلة الشائعة: هل يجوز أداء صلاة النافلة جلوسًا؟ وهل يُكتب لصاحبها أجرٌ كامل؟

وأجابت دار الإفتاء:

يجوز للمسلم صلاة النافلة وهو جالس، وله نصف أجر القائم إن كان صحيحًا؛ لما ورد عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد، فقال: «مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَاعِدِ» أخرجه البخاري.
ولا ينقص أجر من صلى النفل جالسًا من أجل عذر المرض؛ لما ورد عن أبي موسى الأشعري رضي اللهُ عنه قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسلم: «إذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتب مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» أخرجه البخاري.
قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (4/ 310، ط. دار الفكر بيروت): [أجمعت الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ مَنْ عَجَزَ عَنْ الْقِيَامِ فِي الْفَرِيضَةِ صَلَّاهَا قَاعِدًا، وَلَا إعَادَةَ عَلَيْهِ، قَالَ أَصْحَابُنَا: وَلَا يَنْقُصُ ثَوَابُهُ عَنْ ثَوَابِهِ فِي حَالِ الْقِيَامِ؛ لِأَنَّهُ مَعْذُورٌ] اهـ.

فضل صلاة النافلة:

1. تكمل النقص في الفرائض:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيُكمّل بها ما انتقص من الفريضة…” (رواه الترمذي وأبو داود).


2. سبب لمحبة الله وقربه:

في الحديث القدسي:
“وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه…” (رواه البخاري).

3. ترفع الدرجات وتكفّر السيئات:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“عليك بكثرة السجود لله، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة” (رواه مسلم).

4. تنوّع النوافل يُحبب الصلاة للنفس:

كالسنن الرواتب، وقيام الليل، وصلاة الضحى، وصلاة الاستخارة، وركعتي الوضوء، وغيرها، ما يجعل العبادة أكثر حضورًا وارتباطًا بالقلب.

5. النوافل دليل على صدق الإيمان:

من يداوم على النوافل، لا سيما في الخفاء، يبرهن على إخلاصه لله وحبه لعبادته.

6. استجابة الدعاء والتوفيق في الحياة:

العبادة الزائدة تُقرّب العبد من الله، فتجعل دعاءه أقرب للإجابة، وتفتح له أبواب التوفيق

تم نسخ الرابط