"الإريثريتول".. المُحلّي الصناعي الذي قد يهدد صحة دماغك وقلبك.. اعرف التفاصيل

في عصر باتت فيه بدائل السكر الصناعية تُروَّج كمنقذٍ صحي للأشخاص الساعين إلى خسارة الوزن أو السيطرة على مستوى السكر في الدم، تكشف الأبحاث العلمية يوماً بعد يوم عن جوانب خفية لبعض هذه المحليات قد تجعل فوائدها المزعومة موضع تساؤل.
ويأتي الإريثريتول، أحد أبرز هذه البدائل، في قلب العاصفة حالياً، بعد أن أظهرت دراسة حديثة صلة بينه وبين زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب.
الإريثريتول هو مُحلٍ صناعي يُستخدم على نطاق واسع في المنتجات "الخالية من السكر"، مثل مشروبات الطاقة، والعلكة، وألواح الوجبات الخفيفة، لكونه لا يحتوي على سعرات حرارية تقريباً ولا يرفع مستويات الغلوكوز في الدم.
وتمت الموافقة على استخدامه كمضاف غذائي منذ أكثر من عقدين، ما منحه سمعة بأنه بديل آمن وفعّال للسكر التقليدي.
ما الجديد؟ دراسة تكشف المخاطر الكامنة
في دراسة أجريت مؤخرًا على مستوى الخلايا من قبل فريق بحثي في جامعة كولورادو، وُجد أن كميات الإريثريتول التي يمكن أن تدخل مجرى الدم بعد تناول مشروب واحد فقط تحتوي على مستويات كافية لإحداث تغيرات خطيرة في الجهاز الوعائي.
ولاحظ الباحثون أن هذه المادة تؤدي إلى زيادة في الإجهاد التأكسدي، وهو عامل معروف في تدهور الخلايا، كما أنها تثبط إنتاج أكسيد النيتريك، الجزيء الحيوي الذي يحافظ على تمدد الأوعية الدموية وتدفق الدم السليم.
غياب هذا المركب الحيوي يعني تضييق الأوعية الدموية، وزيادة احتمالية تكون الجلطات، مما يُضاعف بشكل مباشر خطر التعرض للسكتات الدماغية والجلطات القلبية، خاصة عند من يعانون من مشكلات قلبية أو وعائية سابقة.
مؤشرات مقلقة من دراسات سابقة
لم تكن هذه الدراسة المعملية هي الأولى التي تحذر من الإريثريتول، فقد سبق أن أظهرت أبحاث نُشرت في مجلات علمية مرموقة وجود ارتباط واضح بين مستويات مرتفعة من الإريثريتول في الدم وزيادة في نسبة الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، مما يشير إلى أن الخطر قد يكون أكبر مما كان يُعتقد سابقاً، خاصة مع الانتشار الواسع لاستخدامه في المنتجات الموجهة للأشخاص الذين يُفترض أنهم "يبحثون عن صحة أفضل".
الاستخدام الواسع رغم التحذيرات
ورغم هذه المؤشرات الخطيرة، لا يزال الإريثريتول يُستخدم بشكل واسع في الأغذية "الصحية"، ويُسوّق كخيار آمن، ما يطرح تساؤلات كبيرة حول مدى جاهزية التشريعات الصحية للتعامل مع المعطيات العلمية الجديدة، ومدى وعي المستهلك بالمخاطر المحتملة.
ما البديل؟
ينصح الخبراء الآن بضرورة الاعتدال في استهلاك الإريثريتول، بل ويفضل تجنبه تماماً من قبل من يعانون من مشكلات في القلب أو ضغط الدم أو من لديهم تاريخ عائلي مع السكتات الدماغية.
وتُعد محليات طبيعية مثل ستيفيا خياراً أكثر أماناً، مع أهمية الابتعاد عن الإفراط في أي نوع من المحليات – سواء صناعية أو طبيعية.
تكشف هذه الدراسة عن وجه آخر للإريثريتول، الوجه الذي لا تراه في الإعلانات أو على عبوات المنتجات.
وبينما يبقى البحث العلمي مستمراً لتأكيد العلاقة السببية المباشرة، فإن الحذر مطلوب، خاصة في ظل الاستخدام الواسع لهذا المُحلي في حياتنا اليومية. فالصحة لا تأتي فقط من تقليل السعرات، بل من الفهم العميق لتأثير ما نستهلكه على أجهزة الجسم الحيوية، وخاصة القلب.