خالد الجندي: معرفة الله بالعقل وعبادته لا تكون إلا بالشرع

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أهمية الرجوع إلى العلماء المتخصصين في فهم الدين وأحكامه، مشددًا على أن التعرف إلى الله يكون بالعقل والفطرة السليمة، في حين لا تصح العبادة إلا وفق ما نص عليه الشرع، مما يجعل دور العلماء والفقيه أساسيًا في توصيل الأحكام الدينية الصحيحة.
معرفة الله بالعقل
وقال "الجندي"، خلال حلقة جديدة من برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "Dmc"، إن "الله يُعرف بالعقل، وهذا ما تدل عليه الفطرة السليمة، لكن عبادة الله لا تكون إلا بالشرع، ولهذا لا يجوز أن يعتمد الإنسان على هواه في أداء العبادات"، موضحًا أن الفقيه يقوم بنقل الأحكام من مصادرها الموثوقة مستندًا إلى علمه وتخصصه في الفقه وعلوم الدين.
وأضاف: "العبادة ليست أمرًا اجتهاديًا خاضعًا للأهواء الشخصية، بل هي منظومة دقيقة مصدرها الشرع، لذا عندما ينقل الفقيه الحكم، فإنه يلتزم بما تعلمه من الفقه وعلوم الدين".
تنظيم الفتوى
وفي سياق متصل، تناول الجندي مسألة تنظيم الفتوى والإفتاء التي يجري الحديث عنها في الأوساط الدينية والحكومية، معتبرًا أنها خطوة إيجابية إذا تم تنفيذها وفقًا لضوابط واضحة. وقال: "تنظيم الفتوى أمر مطلوب، لأنه يهدف إلى ضبط العملية الإفتائية ومنع الفوضى التي قد تحدث عندما يتصدر غير المؤهلين للفتوى".
لكنه استدرك قائلًا: "علينا أن نكون دقيقين في فهم مصطلح التنظيم، فهو لا يعني الحجر على آراء العلماء، وإنما يتعلق بإجراءات إدارية تهدف إلى ترتيب عملية الإفتاء وضمان صدورها من مصادر موثوقة".
الحراك القانوني والديني
وتابع عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حديثه مشيرًا إلى أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لضبط الخطاب الديني من خلال مشاريع تهدف إلى تقنين الفتوى وتحديد الجهات المخولة بإصدارها، لكنه شدد على ضرورة أن يتم ذلك في إطار يحترم التعددية المذهبية والاختلافات الفقهية التي لطالما كانت مصدر إثراء للفكر الإسلامي.
وأوضح: "الحراك الجاري في هذا الملف يجب أن يراعي أن الشريعة الإسلامية نفسها قائمة على الاجتهاد وتعدد الآراء، فلا ينبغي أن يتحول التنظيم إلى وسيلة لإقصاء المذاهب أو إلغاء التعدد الذي هو جزء أصيل من تراثنا الفقهي".

العلماء حراس الشريعة
واختتم "الجندي" حديثه بالتأكيد على أن العلماء هم الحصن المنيع لحماية الشريعة الإسلامية من التحريف أو الفوضى، قائلاً: "إذا كان العقل يهدي إلى معرفة الله، فإن العلماء يهدون إلى كيفية عبادته على الوجه الصحيح، ومن هنا تأتي أهمية الاستمرار في دعم المؤسسات الدينية الرسمية التي تعمل على توعية الناس وتقديم الفتاوى الرشيدة".