عاجل

ذكرى ميلاد شادية.. قصة استئصالها الثدي بعد تشخيص خاطئ والسر وراء اعتزالها؟

شادية
شادية

رغم أنها كانت في قمة مجدها الفني، فضّلت شادية التي تمر اليوم ذكرى ميلادها، الابتعاد عن الأضواء واعتزال الفن نهائيًا في عام 1985، معلنة تفرغها للعبادة وارتداء الحجاب، لكنها بقيت حاضرة في وجدان جمهورها بأعمالها الخالدة، وحتى يوم رحيلها كانت سيرتها ومسيرتها الفنية نموذجًا فريدًا في تاريخ السينما العربية.

قصة اعتزال شادية في ذكرى ميلادها

قصة اعتزال شادية بدأت عندما غنت أغنيتها الدينية الشهيرة "خد بإيدي"، التي كتبها الشاعر علي الجيار، وكانت هذه الأغنية نقطة تحول في حياتها، فبحسب ما كشفه الشاعر الراحل صلاح فايز، فإن شادية كانت قد بدأت تميل إلى الغناء الديني والصوفي قبل اعتزالها، ولكن عندما استلمت كلمات "خد بإيدي"، تأثرت بها بشدة، وذهبت مع الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي لتستشيره، فكانت تلك اللحظة بداية قرارها بالابتعاد عن الفن نهائيًا وكانت خد بإيدي آخر أعمالها.

حلم الأمومة والصدمة الكبرى

قبل خد بإيدي، كان هناك عدد من الأسباب التي مهدت لاعتزال شادية وجعلتها تفكر في الاعتزال بعدما مرت بأكثر من محنة قبل اعتزالها بعامين أو أكثر، كما ذكر الفنان سمير صبري  في لقاء إذاعي حيث توفي ابن شقيقتها بشكل مفاجئ أثناء تصويرها مسرحية ريا وسكينة، وهو الخبر الذي أثر عليها بشكل كبير خاصة أنها كانت تعتبره ابنها بعدما حاولت أن تنجب أكثر من مرة ولم يرزقها الله.

وأضاف سمير صبري، أن بعد وفاة ابن شقيقها مباشرة، اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي، وبعد خضوعها لعملية استئصال لأحد الثديين في أمريكا اكتشفت أن التشخيص كان خاطئًا، وأنها لم تكن مصابة بالسرطان من الأساس. 

ورغم ذلك، كانت هذه المحنة محطة أخرى جعلتها تفكر بجدية في تغيير مسار حياتها، فبدأت تتقرب أكثر من الدين، لكن دون نية واضحة للاعتزال، حيث ظهرت بالحجاب في بعض المناسبات واستمرت في تقديم الأغاني الدينية لفترة حتى قررت الاعتزال بشكل نهائي بعد تقديم أغنية "خد بإيدي" في حفل الليلة المحمدية، والتي كانت سببًا أساسيًا وراء اعتزالها.

قرار الاعتزال والبحث عن السكينة

في مقطع فيديو نادر ظهرت فيه بجوار الدكتور مصطفى محمود والموسيقار محمد عبدالوهاب، تحدثت شادية عن قرارها، مؤكدة أنها شعرت بأنها أدّت رسالتها الفنية بالكامل، وأن الفن بالنسبة لها كان رسالة وليست مجرد مهنة، وأوضحت أن اعتزالها جاء رغبةً في التقرب إلى الله، وليس مجرد قرار لحظي أو استجابة لموجة معتزلات في ذلك الوقت.

كما أنها وجدت الدعم والتوجيه من بعض الشخصيات الدينية، مثل الشيخ الشعراوي والدكتور مصطفى محمود، بالإضافة إلى تأثير الفنانة شمس البارودي التي اعتزلت قبلها، وكانت إحدى المقربات منها.

صدقة جارية بعد الاعتزال

بعد اعتزالها، لم تكتفِ شادية بالابتعاد عن الأضواء، بل قررت ترك أثر دائم من خلال بناء مسجد عباد الرحمن في منطقة الهرم، هذا المسجد كان في الأصل فيلا خاصة بها، لكنها قررت التبرع بها ليصبح بيتًا من بيوت الله، ولا يزال معروفًا حتى اليوم بين الناس بـ"مسجد الحاجة شادية"، ليبقى صدقة جارية باسمها بعد رحيلها.

وفاة الفنانة شادية

في نوفمبر 2017، تعرضت شادية لجلطة دماغية أدخلتها المستشفى، وبعد أسابيع قليلة، أصيبت بالتهاب رئوي حاد، لتغادر الحياة في 28 نوفمبر 2017 عن عمر 86 داخل مستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة، بعد رحلة فنية استثنائية وقرار اعتزال كان بمثابة بحث عن الطمأنينة والسكينة.

ورغم غيابها عن الساحة الفنية لعقود، لم تتراجع مكانتها في قلوب جمهورها، وظلت ذكراها خالدة بأعمالها الفنية التي لم تفقد بريقها، لتبقى شادية رمزًا لا يُنسى في تاريخ الفن المصري والعربي.

تم نسخ الرابط