في ذكرى ميلادها.. سر اعتزال سهير البابلي وما علاقة ابنتها؟

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة سهير البابلي، التي تركت بصمة كبيرة في عالم الفن على مدار مسيرتها الطويلة والمليئة بالعطاء، فقدمت 12 مسرحية ونحو 40 فيلمًا و15 مسلسل.
نشأة فنية مبكرة
وُلدت سهير البابلي في مركز فارسكور بمحافظة دمياط، وسرعان ما أظهرت موهبتها الفنية في سن مبكرة، حيث التحقت بمعهد الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في آن واحد، رغم الضغوط العائلية الكبيرة التي واجهتها.
بدأت سهير البابلي مشوارها الفني بعد تخرجها عام 1957، وقدمت العديد من الأفلام التي تميزت فيها مثل "جناب السفير"، "لحظة ضعف"، "أميرة حبي أنا"، "حدوتة مصرية"، و"ليلة القبض على بكيزة وزغلول".
ومن ثم انتقلت إلى مرحلة التميز بعد تعاونها مع الفنان فؤاد المهندس في عدة أعمال سينمائية مثل "جناب السفير" و"أخطر رجل في العالم".
بصمة مميزة في المسرح
كانت سهير البابلي نقطة تحول رئيسية في المسرح المصري بعد انضمامها إلى مسرحية "مدرسة المشاغبين"، حيث قدمت شخصية "أبلة عفت"، التي أصبحت واحدة من أشهر شخصيات المسرح المصري.
وعلى الرغم من أنها لم تكن المرشحة الأولى لهذا الدور، إلا أنها قدمته بإبداع وجعلت من الشخصية علامة فارقة في تاريخ المسرح.
ومن أبرز محطات مشوارها المسرحي، كانت مشاركتها مع المخرج جلال الشرقاوي، حيث قدمت عددًا من المسرحيات الناجحة مثل "على الرصيف" و"عطية الإرهابية"، لتصبح إحدى نجمات المسرح المحبوبات.
وفي منتصف الثمانينيات، اشتهرت شخصية "بكيزة هانم" في مسلسل "بكيزة وزغلول"، الذي أصبح من أشهر الأعمال الكوميدية في الدراما المصرية، وأدى إلى انتشار لقب "بكيزة" بين جمهورها.
قرار الاعتزال
ورغم أنها كانت تحظى بنجاح مستمر، قررت الفنانة سهير البابلي الاعتزال عام 1997، حيث ارتدت الحجاب وابتعدت عن عالم الفن بعد أن تأثرت بتقوى ابنتها، التي ارتدت الحجاب واهتمت بحفظ القرآن، وفسرت ذلك بأنها شعرت بأن هذه الخطوة كانت تلبية لنداء الدين.
وفي وقت لاحق، قررت العودة للعمل في الفن بشروط، حيث قدمت مسلسل "قلب حبيبة" عام 2005 مرتدية الحجاب، وكانت تلتقي بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود وتسأل كثيرًا عن أمور الدين.
وفاتها وآخر كلمات رددتها
رحلت سهير البابلي عن عالمنا في 21 نوفمبر 2021 بعد معاناة طويلة مع المرض، ولكنها ظلت تردد اسم الله في لحظات ضعفها وتدهور صحتها.
وقد كشف الدكتور رضا طعيمة، زوج ابنتها، عن اللحظات الأخيرة في حياة الفنانة الراحلة، حيث كانت تردد "يا ودود يا ودود يا الله"، وتوفيت وهي معززة بحب ابنتها وأحبابها.
وستظل سهير البابلي في ذاكرة جمهورها بأعمالها المتميزة، التي ستبقى خالدة في تاريخ الفن المصري.