عاجل

كشفه تهنئة "البلشي".. انقسام داخلي في المجلس القومي لحقوق الإنسان

 المجلس القومي لحقوق
المجلس القومي لحقوق الإنسان

 في الوقت الذي كان المجلس القومي لحقوق الإنسان، يهنئ بنجاح خالد البلشي، نقيب الصحفيين عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، اشتعلت على هامش التهنئة شرارة خلاف، كشفت حجم الانقسام المتنامي داخل المؤسسة التي يُفترض بها أن تكون صوتًا موحدا للحقوق والحريات.

انقسام داخلي

 لم تكن التهنئة التي وجهها المجلس إلى نقيب الصحفيين، خالد البلشي، إلا "شرارة" صغيرة أشعلت تراكمات من التوتر والاختلاف في الرؤى، ظهرت في سجال علني بين عضوين بارزين من أعضائه، وعبّرت بلغة تشبه "الدعابة المرة"، بل وربما عن أزمة قيادة ورؤية تضرب جذور المؤسسة.

سخرية علنية

بدأت القصة بمنشور مقتضب نشره الدكتور ولاء جاد الكريم، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» أعاد فيه مشاركة بيان صادر عن المجلس يهنئ نقيب الصحفيين الجديد، خالد البلشي بفوزه في الانتخابات، ردّ عليه زميل في المجلس، المحامي الحقوقي سعيد عبد الحافظ، بتعليق ساخر جاء فيه: "ما شاء الله، هي المؤسسات الوطنية بتهنئ؟"، ردّ جاد الكريم ببساطة: "وماله"، ليعود " عبد الحافظ" برد ساخر حمل نكهة مريرة: "كله برتقان".

الرد القصير قد يراه البعض أنه كشف ما هو أبعد من خلاف عابر على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يكون اعتبر «عبد الحافظ» أن المجلس لا يجب أن ينخرط في مثل هذه التهاني العلنية، لكن المؤكد وفقا لمصادر لـ«نيوز رووم» أنه يتحفظ على أداء المجلس وسياسته الحالية برئاسة السفيرة مشيرة خطاب، ويرى أنها أضاعت هيبة المجلس وأفقدته قوته.

خبراء حقوقيون رفضوا ذكر أسمائهم، أكدوا لـ« نيوز رووم» أن المجلس بوصفه مؤسسة دستورية مستقلة، ليس من اختصاصه إصدار بيانات تهنئة أو نعي إلا في حالات ترتبط مباشرة بأجندته، كما أن دوره أسمى من ذلك بكثير، فيما يرى آخرون أن دعم الحريات النقابية والتعبير عن التقدير للهيئات المنتخبة لا يتعارض مع طبيعته الحقوقية.

خلافات داخل المجلس

وصرحت مصادر مطلعة من داخل المجلس لـ"نيوز رووم"، أن الواقعة تعكس خلافات مستمرة في صفوف أعضائه، منذ أشهر، تدور حول تقييم أداء المجلس في الملفات الحقوقية الشائكة، واستقرار حالة "الجمود المؤسسي" التي يراها بعض الأعضاء، سِمةً للمجلس منذ فترة طويلة، فضلا عن وجود تباينات حادة بين فريق يتهم الإدارة الحالية بـ"الضعف والجمود"، بينما يدافع فريق آخر عن المجلس بقيادة السفيرة مشيرة خطاب، ويرون أنه رغم تتبعها لنهج تراكمي بطئ لكنه آمن، ويتسق مع المتغيرات السياسية والأوضاع شديدة الصعوبة في المنطقة.

شبهة فساد إداري

كما نوهت المصادر بأن الانقسام بلغ ذروته عقب الإطاحة بالسفير فهمي أحمد فايد من موقع الأمين العام للمجلس، وهي خطوة وصفتها مصادر بـ"الزلزال الداخلي"، خاصة بعد تزايد الحديث عن وقائع داخلية تتصل بـ"شبهات فساد إداري وسوء إدارة"، منها صرف مكافآت مالية شهرية تحت مسميات غير واضحة، مثل "كشوف السُبوبة"، ومنح امتيازات مالية لموظفين دون وجود معايير موضوعية، فضلًا عن استمرار مأموريات داخلية دون غطاء قانوني كافٍ، وهو ما قد يشير بعض التقديرات إلى تسهيل الاستيلاء على المال العام.

تم نسخ الرابط