أسعار النفط ترتفع 1.6% وسط انتعاش فني رغم استمرار ضغوط السوق

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا بأكثر من 1.5% خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025، في محاولة لتعويض الخسائر الحادة التي منيت بها خلال الجلسات السابقة، بعد قرار تحالف "أوبك+" تسريع التخلي التدريجي عن التخفيضات الطوعية في الإنتاج.
وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بعمليات شراء فنية عقب هبوط الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير 2021، وسط تزايد المؤشرات على وجود فائض في المعروض العالمي، واستمرار الغموض بشأن قوة الطلب، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وبحلول الساعة 06:09 صباحًا بتوقيت جرينتش، ارتفع سعر خام برنت القياسي تسليم يوليو بنسبة 1.63% ليصل إلى 61.21 دولارًا للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة مماثلة إلى 58.06 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد تراجعا خلال الجلسة الماضية بنسب 1.7% و1.9% على التوالي، بعدما قررت الدول الثماني في "أوبك+" المعنية بالتخفيضات الطوعية، رفع الإنتاج في يونيو بمقدار 411 ألف برميل يوميًا – وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف الزيادة المقررة سابقًا.
تحولات في استراتيجية أوبك+ ومخاوف مستمرة
القرار الأخير يعني أن هذه الدول تخلصت فعليًا من نحو 959 ألف برميل يوميًا من خفض الإنتاج في غضون 3 أشهر فقط، فيما أكدت السعودية والدول المشاركة إمكانية إلغاء أو تعليق أي زيادات مستقبلية حسب ظروف السوق.
ورغم الارتفاع الحالي، يرى المحللون أن التحركات تعود إلى عوامل فنية أكثر من كونها نتيجة لتحسن في أساسيات السوق. وقال ييب جون رونغ، خبير إستراتيجيات السوق في "آي جي": "العوامل السلبية لا تزال تضغط على السوق، منها التحول في سياسة أوبك+، وتباطؤ الطلب، ومخاطر الرسوم الجمركية الأميركية".
الصين تعود والأسواق تترقب
في السياق نفسه، دعمت عودة السوق الصينية – عقب عطلة رسمية استمرت 5 أيام – الأسعار بشكل طفيف، في وقت أظهرت فيه بيانات أميركية تحسنًا في نشاط قطاع الخدمات، ما وفر دعمًا إضافيًا للسوق.
وسجل مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي في الولايات المتحدة ارتفاعًا إلى 51.6 نقطة في أبريل، بما يتجاوز توقعات المحللين، ما يعكس زيادة في الطلب رغم الضغوط التضخمية.
توقعات مستقبلية متشائمة
رغم الارتداد الأخير، خفض بنك "باركليز" توقعاته لأسعار خام برنت في 2025 إلى 70 دولارًا للبرميل، مقابل 74 دولارًا سابقًا، مشيرًا إلى طريق "صخري" أمام أساسيات السوق في ظل توترات تجارية متصاعدة وتحولات استراتيجية في إنتاج أوبك+.
وينتظر أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه غدًا، وسط تقييم دقيق لتأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد.