عاجل

" سرطان الظل" القاتل الصامت .. اعرفي تفاصيله وطرق الوقاية والعلاج

سرطان المبيض
سرطان المبيض

تُعاني أكثر من 314,000 امرأة من سرطان المبيض في عام 2020، فيما فارقت أكثر من 207,000 سيدة آخرى وفقًا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، الأرقام لا تروي فقط حكايات الألم والمعاناة، بل تكشف أيضًا عن فجوة هائلة في التوعية، والفحص المبكر، وسرعة التشخيص.

الأمر الأكثر خطورة أن نحو 70% من الحالات تُكتشف في مراحل متأخرة، حين يكون المرض قد تفشى، وبدأ يهدد حياة المريضة بشكل مباشر. في هذه المرحلة، تتراجع فرص النجاة وتزداد تكلفة العلاج الجسدي والنفسي والمادي.

وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر للتوعية بمرض سرطان المبيض، لا بد من أن نتحدث بوضوح، بصراحة، وبصوت عالٍ عن مرض يصيب مئات الآلاف من النساء حول العالم، ويتسلل إلى أجسادهن بصمت، دون أعراض واضحة، ليُطلق عليه عن جدارة لقب "القاتل الصامت".

لماذا يُعرف بسرطان "الظل"؟

سرطان المبيض لا يصرخ منذ البداية، لا يصدر أصواتًا واضحة كغيره من أنواع السرطان، لا يترك أعراضًا فاقعة اللون تلفت الانتباه فورًا، بل يبدأ رحلته في الخفاء، يتسلل ببطء، يبعث إشارات خفيفة تظنها المرأة جزءًا من التعب اليومي أو التغيرات الهرمونية العادية.

فكيف تفرّق المرأة بين الأعراض العادية، وتلك التي تستدعي القلق؟ هنا تبدأ معركتنا الحقيقية: معركة التوعية.

سرطان المبيض 
سرطان المبيض 

أعراض يجب عدم تجاهلها 

رغم خفوت صوت المرض في بدايته، إلا أنه يترك آثارًا قد تكون مفتاح النجاة إن التقطناها مبكرًا. ومن أبرز هذه الأعراض:

  • الانتفاخ المستمر والشعور بالامتلاء.
  • فقدان الشهية أو الشعور بالشبع السريع.
  • آلام متكررة في البطن أو الحوض.
  • زيادة مفاجئة في حجم البطن.
  • تغيرات غير مبررة في الدورة الشهرية.
  • التبول المتكرر والمفاجئ.
  • الإرهاق المزمن دون سبب واضح.

هذه الأعراض قد تكون خادعة، إذ تتشابه مع مشاكل صحية شائعة مثل القولون العصبي أو اضطرابات الجهاز الهضمي، لكن الفارق الجوهري هو استمرارها، تكرارها، وعدم استجابتها للعلاج التقليدي.

السرطان في المبيض ليس نوعًا واحدًا، بل هو مجموعة من أكثر من 30 نوعًا مختلفًا، تختلف في طبيعتها، سرعة انتشارها، واستجابتها للعلاج.

وتضيف أن التشخيص يحتاج إلى وعي وخبرة، ويبدأ غالبًا بالفحص السريري، يليه فحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، وتحليل الدم المعروف باسم CA-125، وهو مؤشر لمستوى بعض البروتينات المرتبطة بالخلايا السرطانية، وقد يتطلب الأمر لاحقًا إجراء أشعة مقطعية أو منظارًا لتأكيد الحالة.

من الأكثر عرضة للإصابة؟

سرطان المبيض
سرطان المبيض

ليست كل النساء على قدم المساواة في مواجهة هذا المرض. هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة، أبرزها:

  • وجود تاريخ عائلي لسرطان المبيض أو الثدي
  • التقدّم في العمر (غالبًا بعد سن الخمسين)
  • العقم أو تأخر الإنجاب
  • استخدام علاجات هرمونية طويلة الأمد
  • الطفرات الجينية مثل BRCA1 وBRCA2
  • الإصابة السابقة بسرطان في الرحم أو الثدي أو القولون

لكن في المقابل، هناك طرق للوقاية أو تقليل الخطر، عبر أسلوب حياة صحي، والمراقبة الدورية، والفحوصات المبكرة خاصة لمن لديهن تاريخ عائلي.

الوقاية تبدأ بخطوة: افحصي لتطمئني

لا تحتاجين إلى أن تكوني طبيبة لتعرفي أن الوقاية خير من العلاج، كل ما تحتاجينه هو اتخاذ القرار بالاهتمام بنفسك، مرة كل سنة، من خلال فحص نسائي شامل، يتضمن تصوير المبيضين، وتحاليل الدم، خاصة إذا تجاوزتِ سن الأربعين، أو لاحظتِ أي من الأعراض.

الفحص المبكر قد ينقذ حياتك، لا تنتظري حتى تتحدث الأعراض بصوت مرتفع.

نداء لكل امرأة

إذا كنتِ امرأة، فهذه رسالتك. وإذا كنتَ رجلًا، فتذكّر أن أمك، زوجتك، أختك، وابنتك يحتجن إلى دعمك لتذكيرهن بزيارة الطبيبة، التوعية مسؤولية جماعية، تبدأ من المنزل، وتصل إلى المجتمع بأكمله، حان الوقت لنتحدث، نُوعي، وننقذ الأرواح.

  • لا تتركي صحتك للظروف.
  • لا تؤجلي فحصك إلى الغد.
  • لا تتجاهلي جسدك حين يُنذرك.

نحن نؤمن أن كل امرأة تستحق أن تعيش بصحة، وأمان، وكرامة، ولذلك، ننضم اليوم إلى كل الأصوات حول العالم لنقول بصوت واحد، افحصي مبكرًا لأن الحياة لا تنتظر.

تم نسخ الرابط