تزايد ظاهرة الاحتيال بالذكاء الاصطناعي.. كيف تحمي نفسك؟

باتت مخططات الاحتيال عبر الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية تشهد تصاعدًا ملحوظًا مؤخرًا، مدفوعةً بالتطورات التقنية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يُنذر بموجة جديدة من التهديدات المالية والنفسية للمستخدمين.
فهل تلقيت يومًا رسالة من رقم مجهول تبدأ بتحية تُستخدم فيها هوية مغلوطة، أو تُلمح إلى معرفة سابقة وهمية؟ قد تظن للوهلة الأولى أن الأمر مجرد خطأ بسيط، لكن سرعان ما يتحول الحوار إلى محاولة ممنهجة لاستدراجك عبر لغة ودية مليئة بالفضول والإلحاح، هذه التكتيكات ليست سوى غيض من فيض يُعرف باسم احتيال ذبح الخنازير Pig Butchering Scam.
آليات الاحتيال المتطور
تعتمد عمليات الاحتيال على استراتيجية طويلة الأمد لاستغلال الثقة عبر بناء علاقة عاطفية زائفة، حيث يتقمص المحتالون شخصيات وهمية لافتة للانتباه – كشخص ثري أو ناجح – ويُبدون إعجابًا مُفاجئًا بالضحية.
مع مرور الوقت، يتم تعزيز الروابط العاطفية عبر محادثات يومية، ليتم لاحقًا توجيه الضحايا نحو استثمارات وهمية، خاصة في مجال العملات الرقمية أو مشاريع مالية تَعِد بعوائد خيالية.
الذكاء الاصطناعي محرك رئيسي لتعزيز التضليل
يشير خبراء الأمن السيبراني إلى أن الأدوات الحديثة للذكاء الاصطناعي التوليدي تُمكّن المحتالين من الاحتيال من خلال صياغة رسائل أكثر تخصيصًا وإقناعًا، مع محاكاة نمط التواصل البشري بدقة، مما يصعّب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
وتؤكد بيانات شركة "مكافي" أن 25% من الأميركيين تلقوا مثل هذه الرسائل المُضللة، بينما كشفت لجنة التجارة الفيدرالية عن خسائر مالية تجاوزت 470 مليون دولار في 2024، أي ما يعادل خمسة أضعاف الرقم المسجل عام 2020.

الجانب المظلم.. شبكات الجريمة المنظمة
وراء عمليات الاحتيال تكمن شبكات إجرامية معقدة، غالبًا ما تكون مرتبطة بمنظمات مقرها دول جنوب شرق آسيا، حيث يتم استقطاب العمال عبر وعود كاذبة بوظائف مشروعة، ليجدوا أنفسهم لاحقًا عالقين في "مصانع احتيال" رقمية، يُجبرون فيها على تنفيذ عمليات النصب تحت التهديد والمراقبة المستمرة.
وعلى الرغم من أن بعض الضحايا يُجبرون على المشاركة، فإن أجزاءً أخرى من هذه الشبكات تُدار من قبل مجموعات إجرامية تعمل بوعي كامل في إطار أنشطة مراهنات غير مشروعة.
تُوصي الجهات الأمنية بعدم الانجرار لأي تفاعل مع الرسائل المشبوهة، خاصة تلك التي تبدأ بأسماء أو أرقام غير مألوفة، مع التأكيد على أهمية تجنب تصحيح المعلومات الواردة فيها أو الدخول في نقاشات مع المرسل.
يُعد حظر الرقم فورًا والإبلاغ عنه عبر القنوات الرسمية الإجراء الأمثل لقطع الطريق على هذه المخططات، إلى جانب زيادة الوعي بآليات التضليل الحديثة التي تعتمد على التلاعب النفسي عبر التقنيات الذكية.