عاجل

تبدد الأحلام.. دراسة: سن الخمسين بداية نجاحك وازدهارك

دراسة تكشف مرحلة
دراسة تكشف مرحلة ازدهار الأشخاص

لطالما ارتبطت مرحلة العشرينيات من العمر بكونها "السن الذهبية"، حيث الحيوية والطموح والانطلاق، إلا أن دراسة حديثة قلبت هذه الصورة النمطية رأسا على عقب، لتثبت أن الازدهار الحقيقي في الحياة لا يبدأ في مقتبل العمر، بل غالبًا ما يكون في الخمسين وما بعدها.

دراسة تقيس مستوى الرضى لدى الأشخاص 

نُشرت الدراسة ضمن "مجلة Nature Mental Health"، واستندت إلى بيانات جمعتها مؤسسة "غالوب" عام 2023، عبر استطلاعات رأي شملت أكثر من 200 ألف شخص في أكثر من 20 دولة حول العالم. 

تهدف الدراسة إلى قياس ما يُعرف بـ"الازدهار" وهو الشعور العميق بالرضا عن مختلف جوانب الحياة، مثل الصحة، العلاقات، المعنى، الاستقرار المالي، والمشاركة الاجتماعية.

والمفاجأة أن الفئات العمرية الشابة بين 18 و29 عامًا كانت تُسجل أقل معدلات الازدهار في كافة المحاور تقريبًا. إذ أظهر المشاركون الشباب صراعات ملحوظة في التعامل مع الصحة الجسدية والنفسية، وإيجاد معنى لحياتهم، والشعور بالاستقرار المالي، وحتى في نوعية العلاقات الشخصية.

دراسة توضح السن الذي يزدهر فيه الأشخاص 

الدراسة تؤكد أن معظم المشاركين لم يحققوا مستويات عالية من "الازدهار" حتى بلوغهم سن الخمسين. وهذا يُعيد النظر في الاعتقاد السائد بأن الشباب هم الأكثر حظًا وسعادة. بل على العكس، يتضح أن النضج والتجربة والوقت عوامل ضرورية لتكوين حياة متوازنة ومزدهرة.

وأشارت نتائج البحث إلى أن جيل الذين بلغوا الرشد في العقد الأخير يعيشون تجارب مختلفة تمامًا عن التوقعات التقليدية المرتبطة بسن البلوغ والاستقلال. فالكثير منهم لا يستطيعون شراء منزل، ويكافحون لإيجاد وظيفة مستقرة ذات راتب جيد، كما أن مفاهيم الزواج وتكوين الأسرة غالبًا ما تؤجَّل أو يُعاد النظر فيها بشكل كامل.

السبب بحسب الخبراء، يكمن في الضغوط الاجتماعية بوضع "توقيت مثالي" لنجاحات الحياة. فبدلا من أن يُترك لكل فرد حق اختيار مساره الزمني، تُفرض معايير عمرية متخيلة للنجاح والسعادة. وهذا ما يخلق شعورًا بالإحباط، خاصة لدى من لم يحققوا تلك "المحطات" المهمة في العمر.

الدرس الأهم الذي تُقدمه هذه الدراسة هو أن الازدهار ليس سباقًا زمنيًا، بل هو مسار شخصي طويل الأمد. وأن الخمسين ليست نهاية الطريق، بل ربما هي البداية الحقيقية لنضوج الذات والرضا عنها.

تم نسخ الرابط