باحث يكشف سر الرقم 313 في المخطوطات الصوفية بين الحقيقة والرمزية |خاص

لطالما أثار الرقم (313) اهتمام الباحثين في التراث الصوفي، حيث ارتبط بأسرار روحانية وأعداد خاصة في المخطوطات القديمة. 

وقال مصطفى زايد الباحث في الشأن الصوفي لـ نيوز رووم: بعض مشايخ الطرق الصوفية خاصة في الطريقة الشفشاونية نسبة إلى شفشاون بالمغرب والمدرسة البكتاشية، أشاروا إلى هذا الرقم في كتبهم بشكل غامض، مما أضفى عليه هالة من القدسية والغموض،مما دعا للتساؤل عن حقيقة هذا الرقم، وهل هو مجرد رمز، أم أن له أساسًا في النصوص الدينية والتصوف الإسلامي. 

أضاف «زايد»  الرقم 313 في المخطوطات االصوفية، في بعض تفاسيرهم للآية: "وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا عَشْرَةَ آلَافٍ" (الأنفال: 65).  فسّرها بعض العلماء، مثل السهروردي في كتابه «عوارف المعارف» بأن الرقم (313) هو عدد الأولياء الذين سيظهرون في آخر الزمان ليقاتلوا قوى الظلمة، مستندين إلى روايات ضعيفة عن النبي ﷺ حول ظهور جماعة من المؤمنين بعدد أهل بدر (313).  الرمزية العددية في التصوف

وأوضح «زايد» في مخطوطة "جواهر الأسرار" المنسوبة للشيخ أحمد بن علي البوني، يُذكر أن الرقم 313 يجمع بين رمز الأقسام الأساسية للوجود (الظاهر، الباطن، السر) وبين الثلاثية الصوفية (الشريعة، الطريقة، الحقيقة)، وهو ما يتوافق مع فلسفة ابن عربي في «الفتوحات المكية» حول الأعداد المقدسة.  

وذكر الشيخ عبد القادر الجيلاني في «الغنية» إشارات إلى أن "لأولياء الله عددًا معينًا لا يزيد ولا ينقص"، دون تفصيل. لكن في مخطوطات الطريقة النقشبندية مثل كتاب «رسائل الخواجة محمد پارسا»، يُشار إلى أن 313 هو عدد "الأقطاب الخفية" الذين يديرون العالم روحانيًا.  

لماذا الإخفاء؟  

وقال مصطفى زايد: ووفقًا لمخطوطة "كشف الأسرار النورانية" (مكتبة الأزهر، رقم 2345) يعتبر بعض الشيوخ، مثل أبو الحسن الشاذلي أن كشف العدد قد يؤدي إلى الفتنة أو ادعاء المريدين الانتماء إلى هذه الفئة، والإخفاء جزء من تمحيص المريدين، كما ورد في رسائل ابن عطاء الله السكندري: "لا يُعطى السر إلا لأهله".  

وزير الأوقاف: تعزيز ثقافة الاحترام هو السبيل لبناء مجتمع

كيفية مواجهة القرآن للشبهات الفكرية.. موضوع خطبة الجمعة القادمة

وبين الأسطورة والحقيقة، يبقى الرقم (313) جزءًا من التراث الصوفي الرمزي، حيث يجمع بين التأويل العددي والروحانيات. المخطوطات القديمة تشير إلى أنه قد يكون مرتبطًا بعدد خاص من الأولياء، لكن غموضه يعكس منهج الصوفية في حماية الأسرار الروحية من سوء الفهم.