هل الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي

أثار سؤال متكرر من الجمهور جدلاً واسعاً حول الحكم الشرعي في تربية الكلاب داخل المنازل، خصوصًا فيما يتعلق بما إذا كانت الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب. وقد تصدى الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، لتوضيح الأمر تفصيلاً، مبينًا ما جاء في الفقه الإسلامي من أحكام تتعلق بوجود الكلب في المنزل.
وأوضح العوضي خلال برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة "الناس"، أن الفقهاء قد فرقوا بين الكلب الذي يُقتنى لغرض مشروع مثل الحراسة، أو الصيد، أو كلب مدرب لاكتشاف الجرائم، أو لحماية الماشية، وبين الكلب الذي يُربى لغير حاجة أو لغرض التسلية فقط.
أسباب مشروعة
وقال العوضي: "الكلب إذا كان لسبب مشروع – كأن يكون مدربًا على مهام معينة أو لحراسة منزل في منطقة نائية – فإن وجوده لا يُعد مانعًا من دخول الملائكة، ولا حرج في تربيته شرعًا". وأضاف أن اقتناء الكلب لغرض الأمان والطمأنينة، خاصة لمن يعيشون بمفردهم، يُعتبر من الأمور المباحة.
أما إذا كان اقتناء الكلب لغير سبب معتبر، كأن يكون فقط لتسلية الأطفال أو من دون حاجة واضحة، فقد اختلف الفقهاء في حكم ذلك. حيث ذهب بعضهم إلى تحريمه، بينما اعتبره آخرون مكروهًا فقط، مؤكدين أن الأفضل اجتنابه لما ورد من أحاديث تشير إلى منع دخول الملائكة للبيت الذي فيه كلب.
المذاهب الأربعة
وفيما يتعلق بآراء المذاهب الأربعة حول تربية الكلاب، ذكر العوضي أن المالكية ذهبوا إلى جواز اقتناء الكلب إذا كانت هناك حاجة، واعتبروا أن نجاسته ليست عينية، مما يخفف الحكم عندهم. بينما أجاز الحنفية اقتناء الكلب للحاجة، وعدوا نجاسته خفيفة، وأجازوا المسح على ما لم يصبه لعاب الكلب. أما الشافعية والحنابلة، فكان لهم رأي آخر، حيث يرون أن الكلب نجس العين ويجب تطهير ما لامسه بلعابه سبع مرات، إحداهن بالتراب، لكنهم أجازوا تربيته للحراسة أو الصيد أو ما يندرج في باب "الحاجة المعتبرة شرعًا".
وشدد أمين الفتوى على ضرورة مراعاة عدة أمور حال اقتناء الكلاب، من بينها عدم إزعاج الجيران، وتخصيص مكان مناسب للكلب بعيدًا عن أماكن الصلاة أو الطعام، فضلًا عن تجنب السلالات الشرسة والمؤذية، التزامًا بالحديث النبوي الشريف: "لا ضرر ولا ضرار".
وختامًا، أكد العوضي: "إذا كان اقتناء الكلب لحاجة أو لغرض معتبر، فهو جائز شرعًا ولا يمنع دخول الملائكة، أما إذا لم تكن هناك حاجة، فالأفضل ترك ذلك ويُعد مكروهًا على أقل تقدير."