حافة الهاوية... إسرائيل وإيران على وشك المواجهة العسكرية

تزايدت التقارير الاستخباراتية التي تشير إلى استعدادات إسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وسط تأكيدات غربية على أن تل أبيب قد تقدم على هذه الخطوة إذا استمرت إيران في تطوير برنامجها النووي، وفي المقابل، تعكف إيران على تعزيز قدراتها الدفاعية، مُحذرة من رد قاسٍ في حال تعرض منشآتها لأي هجوم. ومع تصاعد هذه التهديدات، يبقى الموقف الأمريكي محوريًا في تحديد ما إذا كانت إسرائيل ستنفذ هذا الهجوم أم لا، في ظل التوازنات الإقليمية والدولية المعقدة.
إسرائيل: الفرصة الاستراتيجية للتصدي للبرنامج النووي الإيراني
تعتقد إسرائيل أن هناك "فرصة استراتيجية" قد تكون مختلفة عن الفترات السابقة، في ضوء التحولات الجارية في ميزان القوى الإقليمي والدولي، لكنها لا تملك رفاهية الانتظار، خصوصًا مع اقتراب إيران من الوصول إلى "العتبة النووية"، والتي تتمثل في تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، ما يمنحها القدرة على تصنيع القنبلة النووية.
ورغم ما يعتبره البعض تراجعًا جوهريًا للقوة العسكرية الإيرانية، فإن طهران لا تزال تمتلك حلفاء في المنطقة، مثل "حزب الله" وحركة "حماس"، مما يعقّد أي سيناريو عسكري، كما أن أي هجوم إسرائيلي محتمل لن يؤدي إلى القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني، بل سيؤدي إلى تأجيله لبضعة أشهر.
إيران: التحضير لرد حازم والقدرة على مواجهة الهجوم
من جانبها، أكدت إيران استعدادها للرد بحزم في حال تعرضت منشآتها النووية لأي هجوم إسرائيلي، فهي تأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، كما أجرت قوات الدفاع الجوي الإيرانية مناورات عسكرية متقدمة لحماية المنشآت النووية، وتم الكشف عن أسلحة جديدة في عملية "الوعد الصادق2" التي أذهلت العالم.
السيناريوهات العسكرية الإسرائيلية
وتدرس قوات الاحتلال الإسرائيلي سيناريوهين رئيسيين للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية: الأول يشمل استخدام صواريخ بعيدة المدى، والثاني يتضمن توغل الطائرات الحربية الإسرائيلية داخل المجال الجوي الإيراني لإسقاط قنابل خارقة للتحصينات.
ويتطلب تنفيذ أي من هذه السيناريوهات دعمًا أمريكيًا، إلا أن الوضع السياسي في واشنطن قد يمثل عقبة أمام تل أبيب، حيث تسعى إدارة الرئيس الأمريكي الحالي لتجنب التصعيد العسكري في الشرق الأوسط والتركيز على التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.
وتعمل إسرائيل على إقناع واشنطن بأن الجهود السياسية وحدها لن تكون كافية لوقف البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن الوقت ليس في صالحها، وفي المقابل، أكدت طهران أن أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية سيُقابل برد غير متوقع، مشددة على أنها لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها، وأن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً إذا أقدمت على أي خطأ ضدها.
في ظل التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، تظل الخيارات العسكرية والسياسية محل دراسة دقيقة من قبل كلا الجانبين. بينما تسعى إسرائيل إلى تكثيف ضغوطها على المجتمع الدولي من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة ضد البرنامج النووي الإيراني، تؤكد طهران على استعدادها للدفاع عن نفسها بكل قوة، ومع تعقيد الأوضاع الإقليمية والدولية، يبقى الموقف الأمريكي العامل الحاسم في توجيه مسار الأحداث المستقبلية، مما يجعل أي قرار عسكري يحمل في طياته العديد من المخاطر والتحديات.