عاجل

دموع أمير في المنفى.. "هاري" يتحدث عن خيبة الأمل والحنين للوطن

الأمير هاري
الأمير هاري

 عبّر الأمير هاري، دوق ساسكس، في مقابلة مؤثرة مع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، عن "حزنه الشديد" لخسارته الطعن القانوني الأخير، بشأن ترتيبات أمنه في المملكة المتحدة. وعلى الرغم من خيبة الأمل التي شعر بها، أكد الأمير على رغبته في "المصالحة" مع العائلة المالكة، مشيرًا إلى أنه لا يرغب في استمرار الخلافات.

نبذ الخلاف

 وكشف  الأمير هاري عن أن والده، الملك، "لن يتحدث معه بسبب هذه الأمور الأمنية"، معربًا عن قلقه بشأن الوقت الذي سيقضيه والده في المملكة.

جاءت هذه التصريحات عقب خسارة الأمير هاري استئنافًا يتعلق بمستوى الحماية الأمنية، التي يرى أنه وعائلته يستحقونها أثناء تواجدهم في المملكة المتحدة. وأكد متحدث باسم قصر باكنجهام على أن "المحاكم درست جميع هذه القضايا مرارًا وتكرارًا وبدقة، وتوصلت إلى نفس النتيجة في كل مرة". 

وبعد صدور حكم المحكمة يوم الجمعة، صرح الأمير هاري بأنه "لا يستطيع أن يتخيل عالمًا أعود فيه بزوجتي وأطفالي إلى المملكة المتحدة في هذه المرحلة"، مضيفًا أنه على الرغم من وجود "خلافات كثيرة بيني وبين بعض أفراد عائلتي"، إلا أنه الآن يسامحهم.

الأمير ويليام وزوجته كيت بصحبة الأمير هاري وزوجته ميجان 
الأمير ويليام وزوجته كيت بصحبة الأمير هاري وزوجته ميجان 

خيبة أمل 

كان الأمير هاري يسعى لإلغاء التغييرات التي طرأت على ترتيبات أمنه في عام 2020، بعد قراره التنحي عن مهامه كعضو عامل في العائلة المالكة وانتقاله إلى الولايات المتحدة. وأوضح أن هذه التغييرات لم تؤثر عليه وحده، بل امتد تأثيرها ليشمل زوجته ولاحقًا أبنائه. وعبر عن شعوره        بـ"خيبة أمل" كبيرة، ووصف هزيمته في المحكمة بأنها "مُجرد خدعة من المؤسسة الحاكمة"، محملًا العائلة المالكة مسؤولية التأثير على قرار تخفيض مستوى أمنه.

وعندما سُئل عما إذا كان قد طلب من الملك التدخل في هذا النزاع، نفى الأمير هاري ذلك قائلًا: "لم أطلب منه التدخل قط، بل وطلبت منه أن يتنحى جانبًا ويترك الخبراء يؤدون عملهم". وأكد أن قرار إلغاء استحقاقه التلقائي للحماية الأمنية يؤثر عليه بشكل يومي، ويجعله في وضع لا يمكنه من العودة بأمان إلى المملكة المتحدة إلا بناءً على دعوة من العائلة المالكة.

الأمير هاري والملك تشارلز 
الأمير هاري والملك تشارلز 

الشعور بالحنين للوطن ومستقبل المعركة القانونية

وعندما سُئل عن مشاعره تجاه المملكة المتحدة، قال الأمير هاري: "أنا أحب بلدي، لطالما أحببته، على الرغم مما فعله بعض الناس في ذلك البلد، وأعتقد أنه من المحزن حقًا ألا أتمكن من تعريف أبنائي بموطني". ومع ذلك، أكد الأمير أنه لن يسعى إلى طعن قانوني آخر في هذه القضية، معتبرًا أن حكم يوم الجمعة "أثبت أنه لا سبيل للفوز في هذا الأمر من خلال المحاكم".

وكانت محكمة الاستئناف قد رفضت طعن الأمير الذي استند إلى قرار لجنة رسمية بإلغاء أهليته للحماية الأمنية الكاملة والتلقائية، وهي نفس الحماية التي يحصل عليها كبار أفراد العائلة المالكة. ورغم أن المحكمة أقرت بأن الأمير هاري قدم حججًا "قوية" بشأن مستوى التهديد الذي يواجهه هو وعائلته، إلا أنها رأت أن "شعوره بالظلم" لم "يُترجم إلى حجة قانونية" كافية.

الملك تشارلز وزوجته 
الملك تشارلز وزوجته 

حماية العائلة المالكة

وتركزت شكوى الأمير القانونية، حول لجنة "حماية العائلة المالكة والشخصيات العامة"  المسؤولة وعن توفير الحماية الأمنية لكبار أفراد العائلة المالكة نيابةً عن وزارة الداخلية. وجادل الأمير بأنه كان ينبغي عرض قضيته على مجلس إدارة المخاطر التابع للجنة، لكن ذلك لم يحدث. ورغم أن كبار القضاة أقروا بأن اللجنة انحرفت عن سياستها عند اتخاذ قرار عام 2020 بشأن أمن الأمير، إلا أنهم خلصوا إلى أن ذلك كان "حكيمًا" بالنظر إلى تعقيد ظروفه.

وأعرب الأمير هاري عن "صدمته" عندما علم أن ممثلًا عن العائلة المالكة كان عضوًا في اللجنة، وادعى أن قرار المحكمة أثبت أن عملية اتخاذ القرار كانت متأثرة بالعائلة المالكة أكثر من القيود القانونية. وزعم وجود "تدخل" من العائلة المالكة في قرار عام 2020، مما أدى إلى تخفيض تصنيفه الأمني بشكل مفاجئ.

 وفي ختام حديثه، دعا الأمير هاري رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر إلى التدخل في قضيته الأمنية وإعادة النظر في طريقة عمل لجنة (Ravec) .

تم نسخ الرابط