الخارجية الأمريكية: مراجعة للمنهجية لا تخلي عن الالتزامات
واشنطن تعلن انسحابها من دور الوساطة في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، أن الولايات المتحدة قررت رسمياً التراجع عن دورها كوسيط رئيسي في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، في إطار ما وصفته بـ"تغيير منهجي" في كيفية مساهمتها بجهود التسوية. وأوضح بيان صادر عن الوزارة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم اعتماد أسلوب جديد في التعاطي مع ملف الوساطة، يتضمن تقليص الحضور الدبلوماسي في جولات المحادثات الدولية.
تقليص التحركات الدبلوماسية الميدانية
وجاء في البيان أن ممثلي الولايات المتحدة "لن يطيروا حول العالم بمجرد استدعائهم"، في إشارة إلى تقليص المشاركات المفاجئة في الاجتماعات الخاصة بالنزاع. وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة لا تعني انسحاباً تاماً من دعم العملية السلمية، لكنها تمثل إعادة تقييم للوسائل والموارد المخصصة لذلك، بما يراعي الأولويات الاستراتيجية للإدارة الأمريكية.
تداعيات محتملة على جهود التهدئة الدولية
وتُعد هذه الخطوة تحولاً لافتاً في موقف واشنطن من النزاع المستمر منذ عام 2022، حيث كانت الولايات المتحدة أحد أبرز الداعمين لكييف سياسياً وعسكرياً، كما لعبت أدواراً مباشرة وغير مباشرة في محاولات التهدئة بين الجانبين. ويخشى مراقبون من أن يؤدي الانسحاب الأمريكي من مسار الوساطة إلى تعقيد جهود السلام، خاصة في ظل غياب بديل دولي موثوق قادر على ملء هذا الفراغ.
تباين دولي وانتظار ردود الأفعال
ولم يصدر تعليق فوري من العاصمتين، موسكو وكييف، بشأن الموقف الأمريكي الجديد، في وقت يترقب فيه المجتمع الدولي مدى تأثير هذا القرار على الديناميكيات الإقليمية، وفرص إعادة إطلاق مسار تفاوضي جاد. ومن المرجح أن يثير هذا التوجه تساؤلات لدى الشركاء الأوروبيين الذين يسعون للحفاظ على زخم الجهود الدبلوماسية، في ظل استمرار العمليات العسكرية على الأرض.
نهج "أمريكا أولاً" ينعكس على دور الوساطة الدولية
يأتي قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب في إطار سياستها المتكررة بالانسحاب من الأدوار التقليدية للولايات المتحدة في الملفات الدولية الحساسة، بما يتماشى مع شعار "أمريكا أولاً". ويرى مراقبون أن هذا التوجه يعكس ميلاً لتقليص الالتزامات الخارجية التي لا تحقق عوائد استراتيجية مباشرة، مع التركيز على القضايا الداخلية وموازين القوى مع الصين في المقام الأول.