أمين الفتوى بدار الإفتاء: تربية الحيوانات فى المنزل جائزة بضوابط شرعية

أكد الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية أولت اهتمامًا بالغًا برعاية الحيوانات والرفق بها، واعتبرتها من السبل التي قد تُدخل الإنسان الجنة أو، في المقابل، تتسبب له في العقاب إن أساء إليها أو أهملها.
واستشهد شلبي من برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة "الناس" بعدد من الأحاديث النبوية، أبرزها الحديث الشريف عن رجل سقى كلبًا فشكر الله له وأدخله الجنة، وآخر عن امرأة حبست هرة حتى ماتت، فدخلت النار بسبب ذلك. وعلقت الدار على ذلك قائلة: "الشرع الشريف أرسى قاعدة عظيمة مفادها أن في كل كبدٍ رطبة أجر، أي أن الرحمة بالحيوانات تُعد بابًا من أبواب الثواب".
اقتناء الكلاب.. جائز للضرورة فقط
وفيما يخص تربية الكلاب، فقد بين أن جمهور الفقهاء يحرمون اقتناء الكلاب إلا لحاجة معتبرة شرعًا مثل الحراسة أو الصيد أو رعاية الماشية. واستندوا في ذلك إلى الحديث النبوي: "من اقتنى كلبًا، إلا كلب صيد أو ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراط".
من جهة أخرى، أشار بعض الفقهاء، ومنهم الإمام ابن عبد البر من المالكية، إلى أن هذا الحديث يدل على الكراهة لا التحريم، نظرًا لأن نقصان الأجر لا يعني المنع القطعي، بل التنبيه على ضرر معنوي.
ضوابط شرعية لتربية الحيوانات في البيوت
وقد حدد عددًا من الضوابط التي يجب الالتزام بها عند تربية الحيوانات في المنزل، ومنها:
1. عدم ترويع الآمنين: يجب ألا يتسبب الحيوان في تخويف أو إيذاء الآخرين، حتى وإن كان الحيوان أليفًا.
2. الرعاية الكاملة للحيوان: تشمل التغذية، والرعاية الطبية، والحفاظ على النظافة، وكذلك السماح له بالتزاوج الطبيعي وعدم منعه من ذلك بشكل مخالف للفطرة.
3. وجود مسوّغ شرعي للاقتناء: لا يجوز اقتناء الحيوان لمجرد التسلية أو الزينة إذا لم يكن هناك سبب معتبر شرعًا.
دعوة للتوازن والمسؤولية
و أوضح أن الرفق بالحيوانات لا يتعارض مع حقوق الإنسان، بل يُعد انعكاسًا للرحمة والخلق الإسلامي الأصيل. وبيّنت أن من يقرر تربية حيوان يصبح مسؤولًا عنه أمام الله، وعليه توفير كل احتياجاته ضمن حدود الشرع.
ودعا شلبي إلى ضرورة نشر الوعي بثقافة الرحمة بالحيوانات، وربطها بالثواب والعقاب في الآخرة، وذلك وفق رؤية شرعية متزنة تحفظ الحقوق وتمنع الإيذاء.