الدوخة متى تستدعي القلق الطبي؟
"الدوخة مش بس ارهاق ولا ضغط"..أطباء يحذرون قد تكون بسبب أمراض خطيرة

يعاني كثيرون من نوبات الدوخة من حين لآخر، وغالبًا ما يتم ربطها بمشكلات القلب أو ضغط الدم، إلا أن الأطباء يحذرون من التهاون مع هذا العرض، لأن الدوخة قد تكون في أحيان كثيرة مؤشرًا على أمراض كامنة، بعضها يتطلب تدخلاً طبياً فورياً، وليس مجرد شكوى من الضغط أو عدم تناول طعام ومكملات غذائية.

وفي ضوء ذلك، أوضحت الطبيبة الروسية وأخصائية الأعصاب يلينا كيسلوفا أن معرفة سبب الدوخة بدقة أمر ضروري لتفادي المخاطر الصحية المحتملة.
أكدت الدكتورة كيسلوفا أن الدوخة ليست دائمًا مؤشرًا على وجود مرض خطير، فقد تظهر ببساطة بعد ركوب ألعاب دوارة، أو بسبب تأثير الكحول، وهذه حالات طبيعية لا تستدعي القلق، إلا أن 15 إلى 20% من البالغين يعانون سنويًا من نوبات دوخة مرتبطة بمشكلات صحية فعلية، وتكرار هذه النوبات يستوجب المتابعة الطبية،بحسب ما جاء من موقع Gazeta.ru الروسي.

أسباب الدوخة الشائعة
من أبرز أسباب الدوخة الشائعة، ما يعرف بـ دوار الوضع الانتيابي الحميد، وهو ناجم عن تحرك رواسب الكالسيوم داخل جهاز التوازن في الأذن الداخلية، ويظهر عادة عند تحريك الرأس بشكل معين، ويعالج هذا النوع عبر تمارين إعادة التموضع التي تساعد على استعادة التوازن.
سبب آخر شائع هو ما يسمى بـ الدوار الإدراكي الوضعي المستمر، وهو شعور طويل الأمد بعدم التوازن دون دوار حقيقي، ويشخص إذا استمر لأكثر من 15 يومًا شهريًا على مدار 3 أشهر أو أكثر.
كما نبهت الطبيبة إلى أن هناك مئات الأسباب للدوخة، منها ما يرتبط بتغيرات الهرمونات، مثل ما يحدث خلال الدورة الشهرية، مما يشير أحيانًا إلى فقر الدم أو نقص الحديد.
وتشمل الأسباب الأخرى الصداع النصفي الدهليزي، ومرض منيير، وبعض الاضطرابات العصبية.
ولا يمكن إغفال دور مشاكل القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو تسرع النبض أثناء التمارين الرياضية، كمسببات للدوخة، وفي الحالات الشديدة، قد تكون الدوخة مؤشرًا على أمراض خطيرة مثل الجلطة الدماغية أو التصلب المتعدد أو أورام الدماغ، خصوصًا إذا ترافقت مع صداع حاد، أو اضطراب في الرؤية أو الكلام أو المشي، أو فقدان الوعي.
الدوخة ليست دائمًا عرضا بسيطًا يمكن تجاهله، بل قد تكون في بعض الحالات ناقوس خطر يستدعي تدخلًا طبيًا سريعًا، وينصح الأطباء بعدم الاستخفاف بنوبات الدوار، خاصةً إذا تكررت أو زادت مدتها أو صاحبتها أعراض عصبية أخرى، التشخيص المبكر والاهتمام بالأعراض قد يكونان مفتاح الوقاية من مشكلات صحية جسيمة.