هل يجوز صلاة الفريضة خلف الإمام الذي يصلي النافلة؟.. الإفتاء تجيب

يبحث عدد كبير عن هل يجوزصلاة الفريضة خلف من يصلي النافلة؟ خاصة في المساجد أو الأماكن العامة، حيث قد يصادف أحدهم شخصًا يصلي سنة فيقرر أن يدخل معه الصلاة بنية أداء الفرض، فهل في ذلك خطأ؟ وهل تقبل الصلاة شرعًا؟ دار الإفتاء المصرية حسمت الجدل وأجابت بالأدلة، موضحة الأحكام بالتفصيل.
حكم صلاة الفريضة خلف من يصلي نافلة
أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر منصاتها الرسمية، أن صلاة الفريضة خلف من يؤدي نافلة جائزة وصحيحة، موضحة أن هذا الرأي مبني على ما ذهب إليه جمهور من العلماء، وعلى رأسهم الشافعية، الذين أجازوا أن يقتدي المفترض بالمتنفل، والعكس.
واستشهدت دار الإفتاء ، بحديث الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، الذي كان يصلي العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يعود ليؤم قومه بنفس الصلاة، فكانت له تطوعًا ولهم فرضًا، كما ورد في صحيح البخاري وفي رواية للإمام الشافعي والبيهقي.
وقالت الإفتاء المصرية: "لا يشترط تطابق نية الإمام والمأموم في الصلاة، وإنما تصح صلاة المفترض خلف من يصلي نافلة والعكس، ما دام الإمام أهلًا للإمامة، وتوافرت الشروط الأساسية".
أوضحت الإفتاء، أن هذا الرأي لا يتعارض مع قواعد الصلاة، بل يستند إلى المرونة التي جاء بها الإسلام في أمور الجماعة، والتي تهدف إلى تسهيل أداء الصلاة وعدم تعطيلها لأي سبب شكلي. ويؤكد ذلك ما جاء في كتاب "شرح صحيح البخاري" للإمام ابن بطال، حيث فسر أن الإمام شرع ليُقتدى به، ولا يُشترط أن يكون نفس النية تمامًا، وإنما المتابعة والتسليم للفعل.
فضل صلاة الجماعة وأهميتها
من جهة أخرى، شددت دار الإفتاء، على أن أداء الصلوات المكتوبة في جماعة له فضل عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة"، لافتة إلى أن أداء الصلاة جماعة من السنن المؤكدة، خاصة للرجال، لما فيها من تعظيم لشأن الصلاة، وإظهار لوحدة المسلمين، ومضاعفة للأجر.
ضوابط الاقتداء بالإمام في الصلاة
أضافت دار الإفتاء، أن الشرع الشريف أوجب على المأموم أن يتبع إمامه في الأركان والهيئات، ولا يتقدم عليه أو يتأخر، وقد ورد في الحديث الشريف: "إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه" رواه البخاري، وتشير إلى أن النية بين الإمام والمأموم لا تشترط أن تكون متماثلة تمامًا، فالمهم هو الاقتداء الصحيح وعدم مخالفة أفعال الإمام، كأن لا يركع قبله أو يسجد قبله أو يسلم قبله.
متى لا تصح الصلاة خلف الإمام؟
رغم جواز الصلاة خلف من يصلي نافلة، إلا أن هناك شروطًا إذا اختلت، بطلت الجماعة، منها:
- أن يكون الإمام قد دخل بالفعل في الصلاة بتكبيرة الإحرام.
- أن تُؤدى الصلاة في وقتها الشرعي.
- أن تكون نية المأموم معروفة (فرضًا أو نفلًا)، حتى لا يقع في مخالفة أو شك.
- أن تكون هيئة الصلاة واحدة (مثلًا لا يجوز أداء الفجر خلف من يصلي التراويح).
وفي هذا السياق، فُهم من كلام العلماء أن العبرة بنيّة المأموم وصحة المتابعة، لا بنيّة الإمام فقط.
رسائل دار الإفتاء للمصلين
وجّهت دار الإفتاء رسالة للمسلمين بضرورة الحرص على صلاة الجماعة ما أمكن، مؤكدة أن الاختلاف في النية لا يُفسد الجماعة إذا صحت المتابعة. ودعت من يشك في صحة صلاته أن يراجع نفسه ويتعلم أحكام الصلاة من مصادر موثوقة.
خلاصة الحكم الشرعي
في ضوء ما سبق، يتضح أن الصلاة الفريضة خلف إمام يصلي النافلة جائزة وصحيحة، خاصة في حالات الضرورة أو عدم وجود جماعة أخرى، بشرط أن تتحقق شروط صحة الجماعة، وقد أجمعت على هذا الرأي فتاوى دار الإفتاء المصرية، وأقوال الأئمة الفقهاء المعتمدين.