ترامب يُشعل حربًا اقتصادية تهدد بركود عالمي وارتفاع التضخم

ترنح الاقتصاد العالمي، خلال الثلث الأول من العام الجاري 2025، في ظل صدمات عالمية عنيفة، في الشرق الأوسط والقوى العظمى العالمية، بعد استمرار الحرب في غزة، بالإضافة إلى الحرب الاقتصادية العالمية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وذلك في قرابة 100 يوم من حكم ترامب في ولايته الأخيرة.
الاقتصاد العالمي
وتوقع خبراء اقتصاديون أن تؤدي السياسات التجارية الحالية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى رأسها فرض رسوم جمركية على واردات من عدة دول، إلى ارتفاع معدلات التضخم، ما قد يُنذر بحدوث ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، إذا استمر النهج الحالي دون تعديل.
وتفاوتت آراء المؤسسات الدولية بشأن هذا الاحتمال، حيث أشار محللون إلى أن بعض التقديرات تتأثر بالعوامل السياسية إلى جانب المعطيات الاقتصادية، إلا أن سيناريو الركود يبدو الأقرب في ظل استمرار الإجراءات الحمائية، بحسب تقييماتهم.
ركود الاقتصاد الأمريكي
وفي هذا السياق، رفع بنك "جولدمان ساكس" من توقعاته لاحتمالية تعرض الاقتصاد الأمريكي للركود، محذرًا من التأثيرات السلبية المحتملة للرسوم الجمركية على الأسواق المالية والاقتصاد العالمي ككل.
في المقابل، اتخذ صندوق النقد الدولي موقفًا أكثر تفاؤلًا، حيث أكدت المتحدثة باسم الصندوق، جولي كوزاك، أن المؤسسة لا تتوقع دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود في الوقت الحالي، رغم خطط الإدارة الأمريكية لفرض رسوم جديدة بنسبة 25% على واردات السيارات.
ويترقب المراقبون العالميون تداعيات هذه القرارات التجارية، خصوصًا في ظل ما قد تسببه من توتر في العلاقات الاقتصادية مع دول كبرى مثل كندا، المكسيك، والصين، ما يُنذر بتأثيرات واسعة النطاق تمتد إلى الاقتصاد العالمي، نظرًا للمكانة المحورية التي تحتلها الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم.
التعريفة الجمركية
وقال أحمد معطي الخبير الاقتصادي، إن التوترات العالمية الأخيرة خاصة حرب التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، دفع كبار المستثمرين للتحوط بالمعدن الأصفر، لتظهر زيادات تاريخية في أسعار المعادن بالأسواق المحلية والعالمية.
وتابع الخبير الاقتصادي، أن الدولار الأمريكي سجل هبوطا كبيرا مقابل العملات الأجنبية الرئيسية على رأسها اليورو الأوروبي، في ظل التخوف من التبعات الاقتصادية التي ستحدث بعد قرارات ترامب بفرض رسوم بمعدلات تاريخية على الصين، مع اتخاذ الثانية نفس السياسة مع الأولى.
واستطرد: "هناك إنذار لزلزال اقتصادي مرتقب، وضرورة لتغيير الأصول الدولية الأساسية، كما ستؤثر الحرب على الاقتصادات الهشة، مع انخفاض كبير في مؤشرات البورصات العالمية مثل ناسدك وداو جونز".
وأفاد "معطي" أن السيناريوهات الحالية بين أمريكا والصين، تشبه ما حدث في الأزمات العالمية الكبرى، حيث لجأت الكثير من الدول لإعادة تشكيل العلاقات التجارية الدولية، مع مراجعة كافة الاتفاقيات مع الدول، بالإضافة إلى خفض معدلات النمو و الاستثمار.