عاجل

التهجير القسري.. الفيلم الذي لا تمل منه الولايات المتحدة

لمحة من الضرر التي
لمحة من الضرر التي خلفته حرب إسرائيل على غزة

بينما يهدد قادة العالم بإنهاء وقف إطلاق النار في غزة، قالت صحيفة "الجارديانز" البريطانية، إن الفلسطينيون سيقومون بإزالة أنقاض منازلهم، والدعاء بأن يستمر وقف إطلاق النار.

واقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي أقامه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، تهجير الفلسطينيين من سكان غزة إلى مصر والأردن، واستيلاء الولايات المتحدة على القطاع بهدف "تنظيف" القطاع، وإعاده بناءه ليكون "ريفيرا الشرق الأوسط"، وقوبِل اقتراحه بإدانة واسعة في جميع أنحاء العالم، خاصةً العالم العربي.

وترى الصحيفة أن وراء كلمات ترامب، تكمن العديد من الافتراضات، أكبرها أنه لا أحد يريد البقاء في غزة، مستندًا إلى وصف عمال الإغاثة الوضع بأنه جحيم، ففي إحاطة يوم ٣٠ يناير الماضي، وصفت منسقة الصحة في لجنة الإنقاذ الدولية، مها الخطيب، النظام الصحي في غزة بأنه "مدمر تمامًا، منهار"، وأكدت أن ما يحتاجه الفلسطينيون على الفور هو الإمدادات الطبية، والمياه، والطعام، لكنها شددت أيضًا على أنهم يحتاجون "إجراءات طويلة الأمد" لجعل غزة قابلة للحياة.

 

غزة ليست الأولى

 

وأشارت "الجارديانز"، إلى أنه في حال نجح ترامب في تنفيذ مقترحه، فلن تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تهجير السكان بسبب الحرب، فقد تم تهجير مليوني شخص قسرًا في البوسنة والهرسك بين عامي ١٩٩٢ و١٩٩٥، ولا يزال هناك أكثر من مليوني نازح داخلي في العراق حتى الآن، كما أنها لن تكن المرة الأولى التي يهجر فيها السكان كجزء من استجابة طارئة "بدوافع إنسانية".

وأضافت الصحيفة أنه بعد إعصار كاترينا عام ٢٠٠٥، تم حشد سكان ولاية نيو أورلينز الغارقة بالمياه على متن حافلات، ونقلهم إلى ولايات أخرى "لاجئين داخليين"، في خطوة وحشية ذكرتهم بزمن العبودية.

 

مقول الكوارث

 

وأطلقت الصحيفة على ترامب لقب "مقاول الكوارث"، قائلة إن المنطقة تجتاحها أحلام قاتلة لطرد الناس من أراضيهم، وترامب يغذي هذه الأحلام. 

كما أطلقت على سياسته في إعادة الإعمار مسمى "سياسة المريخ"، وأوضحت ذلك بأنهم يتعاملون كما لو أنهم يستعمرون كوكبًا جديدًا، حيث يفضلون عدم وجود بشر يعطلون خططهم بمطالبهم "الفوضوية"، بل إنهم مجرد أنقاض يجب طحنها، وطرق يجب تمهيدها.

وقالت الصحيفة إن رأسمالية الكوارث منتشرة على نطاق واسع، حيث تكمن المبالغ الطائلة فيما بعد الحرب، في انتظار من يجنيها، ولا يهتم نموذج المريخ بمفاهيم الوطن أو الارتباط العاطفي بين الإنسان وأرضه التي يعيش عليها.

 

تأثير التهجير القسري على حياة المهجرين

 

وترى  "الجارديانز" أنه في ظل التهجير القسري -حتى وإن كان مبررًا- يفقد المهجرين حياتهم، حيث تتفكك ويغرقون في القلق، والأمل في أن يتصرف المقاولون الذين تم تكليفهم بإعادة إعمار منازلهم، بأخلاقية ورعاية، وهو ما لا يجب الوثوق به.

وأشارت الصحيفة إلى تقرير نُشر بعد ثلاث سنوات من فيضانات ٢٠٠٧ في مدينة هال البريطانية، والذي كشف أن كثيرًا من الناس اضطروا للتعامل مع الصدمة المزدوجة التي تحدث عند تفاقم الكارثة الأولى، والتي تمثلت في الفيضان، بكارثة ثانوية تتمثل في سوء المعاملة من قِبل الشركات والوكالات التي تدعي أنها تساعد في التعافي .. في بعض الأحيان يكون هناك دافع إنساني، لكن اقتلاع السكان من أرضهم يترك ندوبًا لا تلتئم.

 

ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن وصف الدمار في غزة ب"الكامل"، يُضيف وزنًا للحجج الواهية التي تدعو إلى "إخلائها"، كما أنه من السهل الزعم بأنه لا أحد يرغب في العيش في مكانٍ يصعب رؤية معالمه قبل الحرب، لكن حب المكان يتجاوز ما يمكن رؤيته بالعين المجردة.

تم نسخ الرابط