سباق مع الزمن.. مصر وقطر تكثفان جهودهما لتفادي انفجار جديد في غزة

تواجه اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة أزمة جديدة تهدد بانهيار الهدنة الهشة، بعد إعلان حماس عن تعليق الإفراج عن المحتجزين بسبب الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، ورد الاحتلال بتهديدات باستئناف القتال.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تحذيرات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفتح أبواب الجحيم إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن من قبل حركة حماس، بحلول ظهر يوم السبت.
وفي محاولة لتفادي تصعيد الأوضاع، كشف مصدرر فلسطيني أن الوسطاء من مصر وقطر يكثفون جهودهم الدبلوماسية لإيجاد حلول للأمة.
جهود دبلوماسية مكثفة من مصر وقطر
وصرح مصدر فلسطيني لوكالة "فرانس برس" بأن الوسطاء من مصر وقطر يعملون "بشكل مكثف" لحل الأزمة المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة؛ وذلك بعد أن أعلنت حماس أنها لن تفرج عن الرهائن كما كان مقررا.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث علنا عن وقف إطلاق النار في غزة، إن : "الوسطاء من قطر ومصر على اتصال مع الجانب الأمريكي".
وأضاف: "إنهم يعملون بشكل مكثف لحل الأزمة وإلزام إسرائيل بتنفيذ البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات للمرحلة الثانية".
مفاوضات المرحلة الثانية
وتأتي هذه التحركات في وقت حرج، حيث تتجه الأنظار إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، التي قد تحدد مصير الهدنة واستقرار المنطقة. وتتمثل الأولوية في تحقيق تقدم ملموس لضمان استمرار وقف إطلاق النار وتفادي العودة إلى دائرة العنف.
نتنياهو يهدد باستئناف الحرب على غزة
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد حذر، الثلاثاء، من أن إسرائيل ستستأنف العمليات العسكرية في غزة إذا لم تُفرج حركة حماس عن مزيد من الأسرى بحلول ظهر السبت، مؤيدا تهديدا أطلقه الرئيس الأمريكي بإنهاء وقف إطلاق النار، الذي استمر لثلاثة أسابيع.
وأكد نتنياهو، في خطاب مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه "إذا لم تُعد حماس رهائننا بحلول ظهر السبت، فسينتهي وقف إطلاق النار، وستستأنف قوات الدفاع الإسرائيلية القتال المكثف حتى يتم هزيمة حماس نهائيا."
وجاء تهديد نتنياهو بعد يوم من تصريح ترامب: "إذا لم يُعاد جميع المحتجزين في غزة بحلول ظهر السبت، فسأقول أوقفوا وقف إطلاق النار... دعوا الجحيم يبدأ."
وفي تصريح صحفي، أيد ترامب ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة وقال إنه "لا يوجد سبب لشراء غزة" لأننا "سنأخذها". وعندما سُئل عما إذا كان يوم السبت لا يزال الموعد النهائي لحماس لتسليم جميع الرهائن، أجاب ترامب: "نعم".
ولم يتضح ما إذا كان نتنياهو يطالب أيضا بالإفراج عن جميع الأسرى الـ 76 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، أو فقط الرهائن الثلاثة المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت بموجب وقف إطلاق النار.
وكان من المقرر إطلاق سراح 16 من الأسرى الإسرائيلين، بما في ذلك ثماني جثث، كجزء من المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع من وقف إطلاق النار.
حماس تلوح بتأجيل إطلاق سراح الرهائن
ومن جانبها، هددت حركة حماس بتأجيل إطلاق دفعة جديدة من الأسرى الإسرائيليين، لانتهاك الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار من خلال إطلاق النار على المدنيين، ومنع دخول الكميات المتفق عليها من الخيام والملاجئ وغيرها من المساعدات الضرورية إلى القطاع.
كما أكدت حماس أنها لن تُفرج عن الدفعة الثانية من المحتجزين كما كان مخططًا، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية. وهو التطور الذي قد يعرقل اتفاق الهدنة الهش الذي مضى عليه ثلاثة أسابيع بالفعل.
استمرار الانتهاكات رغم وقف إطلاق النار
وقد أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه استهدف شخصين في جنوب قطاع غزة كانا يُحلقان طائرة بدون طيار، بزعم دخولها في محاولة لتهريب أسلحة. وفي المقابل، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن رجلًا يبلغ من العمر 44 عاما استشهد في غارة إسرائيلية قرب رفح.
كما أفاد مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البُرش، أن 92 فلسطينيا استشهدوا وأصيب أكثر من 800 آخرين منذ سريان وقف إطلاق النار الشهر الماضي.