عاجل

عدّ تنازلي للهدنة.. هل تفجر رهائن غزة حربا جديدة على القطاع؟

غزة
غزة

وسط توتر متصاعد وهدنة هشة، هدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باستئناف الحرب على غزة إذا لم تُفرج حماس عن مزيد من الرهائن بحلول ظهر السبت. 

ويأتي هذا التهديد في وقت حرج قد يعصف بوقف إطلاق النار، الذي استمر لثلاثة أسابيع، خاصة بعد تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذه الخطوة وتحذيره من أن "الجحيم سينفجر" إذا لم تعد جميع المحتجزين.

نتنياهو يهدد باستئناف الحرب على غزة

أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى تحذير نتنياهو، من أن إسرائيل ستستأنف العمليات العسكرية في غزة إذا لم تُفرج حركة حماس عن مزيد من الأسرى بحلول ظهر السبت، مؤيدا تهديدا أطلقه الرئيس الأمريكي بإنهاء وقف إطلاق النار الذي استمر لثلاثة أسابيع.

وأكد نتنياهو، في خطاب مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه "إذا لم تُعد حماس رهائننا بحلول ظهر السبت، فسينتهي وقف إطلاق النار، وستستأنف قوات الدفاع الإسرائيلية القتال المكثف حتى يتم هزيمة حماس نهائيا."

وجاء تهديد نتنياهو بعد يوم من تصريح ترامب: "إذا لم يُعاد جميع المحتجزين في غزة بحلول ظهر السبت، فسأقول أوقفوا وقف إطلاق النار... دعوا الجحيم يبدأ."

وفي تصريح صحفي، أيد ترامب ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة وقال إنه "لا يوجد سبب لشراء غزة" لأننا "سنأخذها". وعندما سُئل عما إذا كان يوم السبت لا يزال الموعد النهائي لحماس لتسليم جميع الرهائن، أجاب ترامب: "نعم".

ولم يتضح ما إذا كان نتنياهو يطالب أيضا بالإفراج عن جميع الأسرى الـ 76 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، أو فقط الرهائن الثلاثة المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت بموجب وقف إطلاق النار.

وكان من المقرر إطلاق سراح 16 من الأسرى الإسرائيلين، بما في ذلك ثماني جثث، كجزء من المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع من وقف إطلاق النار.


استمرار الانتهاكات رغم وقف إطلاق النار

وقد أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه استهدف شخصين في جنوب قطاع غزة كانا يُحلقان طائرة بدون طيار، بزعم دخولها في محاولة لتهريب أسلحة. وفي المقابل، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن رجلًا يبلغ من العمر 44 عاما استشهد في غارة إسرائيلية قرب رفح.

كما أفاد مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البُرش، أن 92 فلسطينيا استشهدوا وأصيب أكثر من 800 آخرين منذ سريان وقف إطلاق النار الشهر الماضي.

حماس تلوح بتأجيل إطلاق سراح الرهائن

ومن جانبها،  هددت حركة حماس بتأجيل إطلاق دفعة جديدة من الأسرى الإسرائيليين، لانتهاك الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار من خلال إطلاق النار على المدنيين، ومنع دخول الكميات المتفق عليها من الخيام والملاجئ وغيرها من المساعدات الضرورية إلى القطاع.

كما أكدت حماس أنها لن تُفرج عن الدفعة الثانية من المحتجزين كما كان مخططًا، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية. وهو التطور الذي قد يعرقل اتفاق الهدنة الهش الذي مضى عليه ثلاثة أسابيع بالفعل.

ولم تذكر حماس بشكل مباشر خطة ترامب للسيطرة على غزة، لكن يبدو أن تغيير موقف الولايات المتحدة كان محوريا لهذا القرار. حيث أنه لم تعد حماس تعتقد أن ضمانات واشنطن لوقف إطلاق النار ستصمد ولا تعتقد أن إسرائيل جادة في تنفيذ الخطة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وقالت الحركة إنها "أصدرت هذا الإعلان عمدًا قبل خمسة أيام من موعد تسليم الأسرى المقرر، مما يتيح للوسطاء متسعًا من الوقت للضغط على إسرائيل للوفاء بالتزاماتها".

وقال مسؤول كبير في حماس، سامي أبو زهري، ردًا على تعليقات ترامب الأخيرة: "لغة التهديدات لا قيمة لها ولا تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور".

ولقد زاد دونالد ترامب من تأجيج الموقف عندما هدد بأن "الجحيم سوف يندلع" ما لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم يوم السبت - وهو التدخل الذي يبدو أنه يلغي المراحل التالية من الهدنة، إلى جانب اقتراحه بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة و"تنميته".

رد إسرائيل

أفادت وكالة أنباء (كان) أن جيش الاحتلال ألغى جميع الإجازات للجنود في فرقة غزة، في إشارة إلى أن سلطات الاحتلال تستعد لاستئناف الحرب. وقال جيش الاحتلال إنه سيزيد من التعزيزات في منطقة غزة "استعدادًا لسيناريوهات مختلفة".

وفي تل أبيب، أغلق المتظاهرون الشوارع مساء الاثنين مطالبين بإعادة جميع الرهائن، حيث اتهم بعض الأقارب الحكومة بتخريب الصفقة. واستمرت المظاهرات يوم الثلاثاء حيث أغلقت العائلات والناشطون الطريق السريع الرئيسي بين القدس وتل أبيب.

ولقد أثيرت مخاوف بشأن استعداد إسرائيل للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية منذ ابرام الاتفاق: فقد قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إنه سوف ينسحب من ائتلاف بنيامين نتنياهو إذا لم تستأنف الحرب بعد المرحلة الأولى، الأمر الذي قد يجبر رئيس الوزراء على الاختيار بين حكومته والاتفاق.


مستقبل غامض لوقف إطلاق النار

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المقرر إجراء تبادل جديد للمحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين يوم السبت. وكان هذا التبادل هو السادس ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر ستة أسابيع.

ومن المقرر أن تستمر عمليات تبادل الأسرى على أساس أسبوعي حتى الثاني من مارس. وفي المرحلة الثانية، ينبغي إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء المتبقين وينبغي لإسرائيل الانسحاب الكامل من غزة، تليها مفاوضات لإعادة جثامين الرهائن وأعضاء حماس، بالإضافة إلى خطة لإعادة إعمار غزة.

وكان من المفترض أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية الأسبوع الماضي، لكن رئيس وزراء الاحتلال لم يأذن للفريق الإسرائيلي إلا بمناقشة القضايا الفنية المتعلقة بالمرحلة الأولى.

ومن المفترض أن تتناول المرحلة الثالثة تبادل جثث الأسرى القتلى وأعضاء حماس، وإطلاق خطة لإعادة إعمار غزة. ولكن مع تصاعد التوترات واستمرار الخلافات، يبقى مستقبل الهدنة غامضًا ومهددًا بالانهيار في أي لحظة.
 

تم نسخ الرابط