هل الزوج مسؤول عن ارتداء زوجته الحجاب؟ الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الحجاب فرض شرعي على المرأة، وهو جزء من تعاليم الإسلام، وبينت مدى مسؤولية الزوج عن ارتداء زوجته الحجاب، وواجب عليه الزامها بالحجاب، مستدلة على ذلك بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
حكم الحجاب وأدلته
أكدت دار الإفتاء أن الحجاب فرض شرعي على المرأة، مستشهدة بأدلة من القرآن الكريم، حيث قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ" الأحزاب: 59.
كما أوردت السنة النبوية عدة أحاديث تؤكد على وجوب ستر المرأة، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم:" المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان" رواه الترمذي.
هل دور الزوج التوجيه أم الإلزام؟
وأشارت دار الإفتاء، إلى اختلاف الفقهاء في مدى مسؤولية الزوج عن التزام زوجته بالحجاب، وانقسمت الآراء إلى اتجاهين رئيسيين، الأول، يرى وجوب إلزام الزوج زوجته بالحجاب، كونه مسؤول شرعًا عن أهل بيته، ولكن دون إكراهها بالقوة.
واستدلوا على ذلك بقوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا" التحريم 6، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم:" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" متفق عليه.
الرأي الثاني، يرى بعض الفقهاء أن الحجاب تكليف فردي تتحمل المرأة مسؤوليته أمام الله تعالى، وليس للزوج سلطة إجبارها عليه، واستندوا على ذلك بقول الله تعالى:" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" الأنعام: 164، أي أن كل فرد مسؤول عن أفعاله.
كما أكدوا أن دور الزوج يقتصر على النصح والإرشاد فقط، دون فرض الحجاب بالقوة.
هل رفض الحجاب سبب للطلاق؟
اختلف العلماء حول تأثير رفض الزوجة للحجاب على استمرار الحياة الزوجية، فمنهم من يرى جواز الطلاق، إذا كانت الزوجة ترفض الحجاب عنادًا، وكان ذلك يؤثر على دين الزوج أو يسبب له أزمة مجتمعية، فيجوز له تطليقها.
بينما دعا الرأي الثاني للصبر والتوجيه، واستخدام الحكمة والموعظة الحسنة لدعوة الزوجة إلى الالتزام بالحجاب.
حكم الزام الزوج زوجته بالحجاب
وأكدت دار الإفتاء، أن الزوج مسؤول عن نصح زوجته وإرشادها بالحكمة والموعظة الحسنة، لكنه غير ملزم بإجبارها على ارتداء الحجاب بالقوة.