ذو القعدة.. لماذا اختاره النبي للعمرة؟وما سر تسميته ومكانته بين الأشهر الحرم
ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر من السنة الهجرية، ويُعد واحدًا من الأشهر الحرم التي نهى فيها الإسلام عن القتال وسفك الدماء، حيث يعود سبب التسمية إلى قعود العرب فيه عن القتال، احترامًا لحرمته ومكانته الدينية.
ذو القعدة لماذا سُمّي بهذا الاسم؟
تعود تسمية "ذو القعدة" إلى الفعل العربي "قَعَدَ"، في إشارة إلى امتناع العرب عن الغزو والقتال خلال هذا الشهر. وقد أكد القرآن الكريم حرمة هذا الشهر في قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ... مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" [التوبة: 36].
ويمثل ذو القعدة أول الأشهر الحرم الثلاثة المتتالية، إلى جانب ذو الحجة والمحرم، إضافة إلى رجب كالشهر الحرام المنفصل.
أحداث تاريخية شهدها شهر ذو القعدة
شهد شهر ذو القعدة العديد من الأحداث التاريخية المهمة التي وقعت في هذا الشهر ومن أبرزها التالي:
1. بيعة العقبة الأولى – السنة 12 من البعثة
في شهر ذو القعدة، تمت أول بيعة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم و12 رجلًا من الأنصار، بايعوه على الإسلام والطاعة.
2. صلح الحديبية – السنة 6 هـ
خرج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ذو القعدة مع أصحابه لأداء العمرة، لكن قريش منعته من دخول مكة، ما أدى إلى توقيع صلح الحديبية، وهو اتفاق سلمي لمدة عشر سنوات بين المسلمين وقريش. وورد في القرآن الكريم وصف هذا الصلح بقوله تعالى: "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا" [الفتح: 1].
3. عمرة القضاء – السنة 7 هـ
بعد صلح الحديبية، عاد النبي وأصحابه في العام التالي لأداء العمرة، تنفيذًا لبنود الاتفاق. وقد تمت هذه العمرة في شهر ذو القعدة.
4. بداية حجة الوداع – السنة 10 هـ
أحرم النبي صلى الله عليه وسلم لحجة الوداع من المدينة المنورة في ذو القعدة، ودخل مكة في أوائل ذو الحجة.
كما أن العمرة في ذو القعدة سُنَّة؛ لأن عُمرات النبي ﷺ كنّ في شهر ذي القعدة؛ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ». [متفق عليه]
