عاجل

الصدقة.. درع يقي من البلاء وأبوابها أوسع من المال فقط

فضل الصدقه
فضل الصدقه

 

في وقت تتصاعد فيه التحديات اليومية وتزداد المصائب التي يواجهها الإنسان، تبرز الصدقة كوسيلة عظيمة للتقرب إلى الله، ولها أثر بعيد في دفع البلاء ورفع الأذى. إذ تشير الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية إلى أن الصدقة لا تقتصر على إظهار الرحمة والمساعدة للآخرين، بل تلعب دورًا محوريًا في حماية الإنسان من الأزمات والمصائب. في هذا السياق، يتساءل الكثيرون: هل يمكن للصدقة أن تكون سببًا حقيقيًا في دفع البلاء؟

الصدقة ترفع البلاء

بحسب نصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فإن الصدقة ليست فقط بابًا من أبواب الأجر والثواب، بل هي وسيلة فعالة لدفع البلاء ورفعه. فقد قال الله تعالى:
﴿وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ (سبأ: 39)، في إشارة إلى أن الإنفاق في سبيل الله له مردود مباشر، قد يكون دفعًا لبلاء أو شفاءً من مرض.

كما ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد ﷺ:
“داووا مرضاكم بالصدقة”، وهو حديث يُستشهد به كثيرًا في المواقف التي يتعرض فيها الناس لأزمات صحية أو محن شخصية.
وفي حديث آخر قال ﷺ:
“إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء”، مما يعزز فكرة أن الصدقة تحمي الإنسان من الكوارث والموت المفاجئ.

علماء الدين يؤكدون

عدد من علماء المسلمين والفقهاء أكدوا هذه المعاني. ابن القيم الجوزية، في كتابه “الوابل الصيب”، وصف الصدقة بأنها “من أعظم الأسباب التي تدفع البلاء وتزيد الرزق وتبارك في العمر”.
أما ابن تيمية، فقد أشار إلى أن الصدقة “تدفع البلاء قبل وقوعه وتخفف من حدّته بعد نزوله”، وهو ما ينسجم مع التجربة العملية التي يؤمن بها كثير من المسلمين.
وفي السياق ذاته، وصف الإمام النووي الصدقة بأنها وسيلة “مجرّبة” عند الصالحين لدفع البلاء، وأوصى بها النبي ﷺ في أوقات الشدة.

ليست حكرًا على المال

وبينما يربط البعض مفهوم الصدقة بالمال فقط، تكشف النصوص الشرعية أن مفهومها أشمل وأعم. فقد ورد عن النبي ﷺ قوله:
“كل معروف صدقة”، وهو ما يعني أن كل فعل خير يُقصد به وجه الله يدخل ضمن مفهوم الصدقة.
وفي حديث آخر قال ﷺ:
“تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة…” (رواه الترمذي)، ليؤكد بذلك أن الكلمة الطيبة، والمساعدة، والإرشاد، وحتى الابتسامة، كلها تُعد من الصدقات.

الفقهاء: الصدقة سلوك يومي

تجمع المذاهب الأربعة على أن الصدقة لا تقتصر على المال، بل تشمل كل أوجه الإحسان، سواء كانت مادية أو معنوية. ويؤكد ابن تيمية أن كل ما يُبتغى به وجه الله من منفعة للناس، فهو صدقة. بينما يشير ابن القيم إلى أن حتى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدخل ضمن أبواب الصدقة اليومية.

أمثلة على الصدقة غير المالية:
• المساعدة البدنية للمحتاجين.
• تعليم العلم ونقل المعرفة.
• الابتسامة والكلمة الطيبة.
• إزالة الأذى من الطريق.
• الدعاء للناس والرفق بالحيوان

تم نسخ الرابط