عاجل

نائبًا عن وزير الأوقاف..

أمين الشئون الإسلامية: لا يمكن اختزال الأزهر في عمامة الرأس

أمين الشئون الإسلامية
أمين الشئون الإسلامية

ألقى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كلمة وزارة الأوقاف، نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الثاني، الذي تعقده كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة بجامعة الأزهر، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وقد استهل كلمته بنقل تحيات وزير الأوقاف، وتقديره للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم، والذي يأتي بعنوان: «جُهُودُ الأَزْهَرِ الشَّرِيفِ (جَامِعًا وَجَامِعَةً) فِي النَّهْضَةِ العِلْمِيَّةِ الحَدِيثَةِ فِي العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ».

وأضاف قائلًا: إن الأقدار شاءت أن يتسلم الأزهر مشعل الهداية من قرون الخيرية الأولى في طبقتها الرابعة من طبقات عمر هذه الأمة، مستعصيًا على الذوبان في إرادات الأغيار التي حاولت انحرافه عن رسالة السماء في أنوار تنزلاتها الأولى، حتى غُيبت إرادات الآخرين في إرادته، وأضحت الحياة طوع بنانه، ودندن الكون على أوتار وسطية منهجه، وكأن الحياة قد رضيت بتفردات عطائه لها منهجًا، كما رضي الله الإسلام للبشرية دينًا، ولعمري فهو المعبر عن تنزلات الهداية في وسطيته، وكأن سياقات الأيام بأحداثها وتقلباتها أتت إليه وهي راغمة، فما استطاعت لبنيانه تسورًا، وما استطاعت له نقبًا، حتى وقف الوجود وقد تحير في شموخ عزته وإبائه، وإذا بطوارق الليل تهتف: لا تعجب، فمجريات الأيام منه ستنبئك بما لم تحط به خبرًا، وسيأتيك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا.

وأشار إلى أن جهود الأزهر في شرعة علوم المنقول والمعقول؛ هي قصة بناء قد أُرخى عليها من خيوط الغيب سدولًا، ومن عطاءات الاصطفاء جداولًا وحقولًا، وكأني بالصادقين من أبنائها، وقد مُلئت بهم فضاءات الكون ملائكة تزينت برداء البشرية، فكان في قلب كل واحد منهم مسجد يعبد الله فيه، وكأنها استجابات الأقدار لما تعبد به في أروقة أزهره ومحراب قدسه: “قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلكَ يَا مُوسَى”، وما التفرد والخلود في مناهجه وعلومه من قبل ومن بعد إلا ممارسات بشرية؛ اقترنت بأسبابها في حيادية قدرية، كُتب التوفيق لأصحابها بقدر فهمهم للكون ونواميسه، ولكل في غايات الوصول وجهة هو موليها.

الأزهر في جوهر كينونته لا يمكن اختزاله في عمامة على الرأس

مؤكدًا أن الأزهر في جوهر كينونته لا يمكن اختزاله في عمامة على الرأس، بل هو فكرة ألهبت الإبداع في الرأس، والإشراق في النفس، والصلابة في البأس، وكأنها سيقت في ضمير الغيب بسياط من البرق، وأصوات من الرعد تفجرت لأجلها ينابيع النور بحدائق ذات بهجة تسر الناظرين، وما الأزهر في تربيته لأبنائه إلا الأم التي أرضعت وليدها صدر الحق حتى كبر، فلعمري ما تركهم في أودية الحياة يهيمون، بل ربطهم برواجع الصدى، فإذا ما جمعت معالم البنيان، ناب القلب بالتذكار في الإفهام والبيان، وهكذا يستفتى القلب النقي وإن أفتاه الناس وأفتوه.

أمين الشئون الإسلامية
أمين الشئون الإسلامية

وأضاف أن الأزهر في تكاملية علومه إنما يمتد بعرى الاتصال إلى الجناب النبوي الشريف، وكأن الله قد استأمنه ليتلقى عن البشرية آخر دروس إعدادها، وينوب عنها في تسلم وثيقة رشدها؛ فتسبح في آفاق الكون على هدى وبصيرة، إشراقات الوحي في قلبها ونور العقل في رأسها، والله من قبل ومن بعد معين لها وهاديها.

تم نسخ الرابط