مصر تستعد لتشغيل وحدتي تغييز جديدتين لتأمين إمدادات الغاز خلال الصيف

توسيع القدرة الاستيعابية: وحدات جديدة لتعزيز تدفق الغاز للسوق المحلية
كشفت مصادر بوزارة البترول عن خطط الشركة القابضة للغاز الطبيعي "إيجاس" لتفعيل وحدتي تغييز غاز مسال حديثتين خلال شهري مايو ويونيو القادمين.
تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز إمدادات الغاز الضرورية لتلبية احتياجات السوق المحلية المتزايدة.
استقبال شحنات الغاز المسال لسد احتياجات الصناعة والكهرباء
أوضحت المصادر أن الوحدتين الجديدتين ستكونان جاهزتين لاستقبال شحنات الغاز المسال التي أبرمت "إيجاس" عقودًا بشأنها.
وتأتي هذه الشحنات لسد الفجوة القائمة بين حجم إنتاج الغاز المحلي ومعدلات الاستهلاك المتزايدة في قطاعي الصناعة والكهرباء، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع الطلب على الطاقة.
استعدادات مكثفة للصيف
أشارت المصادر إلى أن وزارة البترول وضعت خطة لاستقبال ما يتراوح بين 60 و70 شحنة من الغاز المسال خلال فصل الصيف المقبل. سيتم استقبال هذه الشحنات في محطات التغييز المحلية وتحويلها إلى الحالة الغازية، ثم ضخها في الشبكة القومية للغاز لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
مرونة في مواجهة ذروة الاستهلاك
أكدت المصادر على أن وحدات التغييز الجديدة تتمتع بقدرة استيعابية إضافية، مما يتيح لها استقبال المزيد من شحنات الغاز المسال المستوردة إذا دعت الحاجة لذلك خلال فترات ذروة استهلاك الكهرباء في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
تعاون بين البترول والكهرباء لتوفير الوقود اللازم للمحطات
أضافت المصادر أن وزارة البترول تجري تنسيقًا مستمرًا مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتحديد الاحتياجات اللازمة من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء التقليدية بكامل طاقتها خلال أشهر الصيف. يهدف هذا التنسيق إلى ضمان توفير التغذية اللازمة لهذه المحطات بشكل مباشر.
مصر تسعى لتأمين الغاز المسال حتى عام 2030
في سياق متصل، تشير التوقعات إلى أن مصر ستستمر في استيراد الغاز المسال حتى عام 2030، وذلك في ظل التناقص الطبيعي في إنتاج الحقول المحلية. وقد أدى هذا التناقص إلى انخفاض الإنتاج إلى حوالي 4.3 مليار قدم مكعب يوميًا، بينما تحتاج البلاد إلى حوالي 7 مليارات قدم مكعب يوميًا، خاصة في فصل الصيف.
استقبال سفن التغييز استعدادًا لتلبية الطلب
تستعد مصر لاستقبال أولى سفن التغييز ضمن جهودها لتأمين إمدادات الغاز، ومن بينها سفينة "إنيرجوس باور" الألمانية التي من المقرر وصولها في يونيو 2025. سيتم استخدام الغاز الطبيعي المسال المستورد في تحويله إلى غاز وضخه في الشبكة القومية لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي.
استيراد ما يقارب 160 شحنة غاز مسال في 2025
من المتوقع أن تستورد مصر ما بين 155 و160 شحنة من الغاز المسال خلال عام 2025، وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه الشحنات ما بين 48 إلى 50 مليون دولار للشحنة الواحدة.
تهدف هذه الكميات إلى تعويض الفارق بين الإنتاج المحلي والاستهلاك المتزايد.
العودة للاستيراد ومساعي زيادة الإنتاج المحلي
اضطرت مصر للعودة إلى استيراد الغاز المسال منذ الربع الثاني من عام 2024 بعد توقف دام منذ عام 2018.
وعلى صعيد التحديات، يواصل المسؤولون في وزارة البترول جهودهم لتعزيز الاستثمارات في عمليات التنقيب عن مصادر جديدة للغاز، إلا أن النتائج الحالية لا تزال غير كافية لتغطية كافة الاحتياجات المحلية.
خطة عاجلة لزيادة الإنتاج وتقليل الاستيراد
من جانبه، وجه المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية بوضع خطة عاجلة لإدراج اكتشافات الغاز الطبيعي غير المطورة على خريطة التنمية والإنتاج في أسرع وقت ممكن، كما شدد على ضرورة تحديد الإجراءات المتخذة واللازمة للمضي قدمًا في هذا الاتجاه، لما لهذه المشروعات من تأثير إيجابي على زيادة الإنتاج المحلي وتقليل فاتورة الاستيراد، وهو ما يمثل أحد الأهداف الرئيسية لاستراتيجية الوزارة.
شركات عالمية تكثف عملياتها في مصر
أكد الوزير بدوي أن الحزم التحفيزية التي تم إطلاقها لزيادة الإنتاج بدأت تؤتي ثمارها، ويتضح ذلك في تكثيف شركات البترول والغاز العالمية لعملياتها في مصر وتعاونها مع قطاع البترول والحكومة والمجالس النيابية في إطار من التكامل يهدف إلى تعظيم استفادة مصر من ثرواتها البترولية.