«ليلة سقوط البلوجرز».. حملة تطهير إلكتروني تضرب عرش "المحتوى الهابط" في مصر

في مشهد يعكس حزم الدولة المصرية في مواجهة الفوضى الرقمية والانفلات القيمي على منصات التواصل، شنت الأجهزة الأمنية خلال الأيام الأخيرة حملة موسعة استهدفت عدداً من صناع المحتوى الرقمي، المعروفين بـ"البلوجرز"، وذلك بعد تورطهم في نشر مقاطع مرئية تخالف القيم المجتمعية وتخدش الحياء العام.
وجاءت التحركات الأمنية استجابةً لسيل من البلاغات والشكاوى الرسمية التي قدمها مواطنون ومحامون ضد عدد من الشخصيات المؤثرة على منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، والذين اتُّهموا ببث محتوى مبتذل يروّج لسلوكيات منافية للآداب العامة، ويهدد النسيج القيمي والثقافي للمجتمع المصري، لاسيما بين فئة المراهقين والشباب.

سقوط البلوجر شاكر
في مشهد مفاجئ أثار ضجة كبرى على مواقع التواصل، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على البلوجر الشهير الملقب بـ"شاكر" داخل أحد الكافيهات الراقية بمنطقة مدينتي شرق القاهرة، عقب بث مباشر أثار الشكوك حول موقعه.
وبحسب مصادر أمنية، تم رصده بدقة بعد تتبع تحركاته عبر فيديوهاته المثيرة للجدل، حيث جرى ضبطه فور دخوله إلى المقهى، وسط ذهول الحضور، وتم اقتياده للتحقيق في عدد من البلاغات المقدمة ضده بشأن نشر محتوى خادش ومسيء عبر "تيك توك".
محتوى مسيء متكرر
البلوجر الموقوف كان قد واجه موجات واسعة من الانتقاد، بسبب مقاطع فيديو وصفت بأنها غير أخلاقية، وتروج للانحلال الثقافي والسلوكي.
عدد من المحامين تحركوا قانونيًا وقدموا بلاغات إلى النائب العام، تتهمه بإفساد الذوق العام والتحريض على السلوكيات غير المقبولة، في انتهاك واضح لقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية رقم 175 لسنة 2018.

سوزي الأردنية تسقط
وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط البلوجر الشهيرة "سوزي الأردنية" -واسمها الحقيقي مريم أيمن- داخل شقتها بالقاهرة الجديدة، بعد صدور حكم ضدها بالسجن لمدة عامين وغرامة مالية، بسبب فيديوهات خادشة للحياء.
وتُعرف سوزي بأنها إحدى أبرز "التيك توكرز"، ويتابعها أكثر من 6 ملايين شخص، حيث كانت تقدم محتوى مثيرًا للجدل باستخدام ألفاظ نابية وإيحاءات، ضمن ما يُعرف إعلاميًا بـ"التريند الهابط".
تفاصيل شخصية مثيرة
ولدت سوزي بمصر لكنها عاشت في الأردن 11 عامًا، وتعود أصولها لمنطقة المطرية، وهي أخت لاثنتين من ذوي الهمم.
وبدأت رحلتها من لا شيء، وكانت تظهر في فيديوهاتها بكادرات مثيرة ومحتوى متجاوز، حتى باتت من أشهر الأسماء على "تيك توك"، قبل أن تسقط تحت طائلة القانون إثر بلاغات شعبية ومؤسسية.

عبد العاطي في مرمى النيران
الإعلامي محمد عبد العاطي، مقدم برنامج "مع كامل احترامي"، وجد نفسه في دائرة الانتقادات بعد ظهوره في لقاء مثير مع سوزي الأردنية قبل القبض عليها، حيث أبدى إعجابه بها رغم ما يُنسب إليها من تجاوزات.
انتقادات لاذعة وُجهت إليه بسبب تأييده الضمني للمحتوى المسيء، وظهوره المتكرر بملابس غير لائقة، وطرحه مواضيع حساسة بطريقة اعتُبرت غير مسؤولة
تحقيقات مرتقبة وقانونية
مصادر أكدت أن جهات مختصة بدأت في جمع حلقات البرنامج الأخيرة التي قدمها عبد العاطي، تمهيدًا لتحليلها قانونيًا، لتحديد ما إذا كانت تخرق القوانين المنظمة للإعلام والمحتوى الرقمي.
يُنتظر اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحقه في حال ثبت ارتكابه لمخالفات، خصوصًا في إطار الحملة الحالية التي تقودها الدولة لضبط "المحتوى الهابط".

سقوط "مداهم 777"
البلوجر المعروف بـ"مداهم 777"، واسمه الحقيقي محمد خالد، تم ضبطه من داخل شقة بمدينة نصر، بعد ورود شكاوى تتهمه بنشر محتوى يحض على الفجور ويخدش الحياء العام.
المتهم الذي يصف نفسه بـ"صاحب الكتيبة 777"، ويملك أكثر من 2 مليون متابع، ينحدر من قرية العوامية بمحافظة سوهاج، وكان قد تنقل بين عدة محافظات لتصوير فيديوهاته.
شقق مجهزة للتصوير
عثر الأمن داخل مقر إقامته على معدات تصوير، وكاميرات، وأجهزة كمبيوتر محمولة، يُشتبه باستخدامها في إنتاج المحتوى المسيء.
وتم التحفظ عليها وتحليلها فنيًا للوقوف على نوعية المواد المنشورة وتحديد نوايا صانع المحتوى وأهدافه التمويلية والتجارية.

علياء قمرون وقصة التحول
علياء سعيد، المعروفة باسم "علياء قمرون"، بدأت مشوارها كفتاة بسيطة تبيع في الشوارع، وتنشر مقاطع محتشمة وملتزمة على "تيك توك"، حتى اشتهرت بأغنيتها الدينية “قمرون سيدنا النبي”.
لكنها سرعان ما غيرت توجهها، وتخلت عن الحجاب، واتجهت لمقاطع مثيرة، تشارك فيها مع وجوه أخرى مثل شاكر وسوزي، لتسقط تحت رصد الأمن في حملة تطهير شاملة.

بلوجر المذيع الفرفوش
سيد غنيم، الشهير بـ"المذيع الفرفوش"، تم القبض عليه من داخل شقة سكنية، بعد نشره لقاءات مع راقصات بملابس فاضحة وإيحاءات مبتذلة.
التحقيقات أوضحت أنه كان يسعى لتحقيق أرباح من خلال جذب المشاهدات عبر محتوى جنسي مكشوف، مخالف تمامًا لقيم المجتمع المصري.
القانون يلاحق المخالفين
وفقًا لقانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961، والقانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة الجرائم الإلكترونية، فإن من ينشر محتوى فاضحًا أو محرضًا على الفجور يواجه الحبس والغرامة.
كما أن المواد 178 و269 و306 من قانون العقوبات المصري تشدد على تجريم النشر الخادش للحياء، وتضع عقوبات رادعة تصل إلى الحبس ثلاث سنوات.

هدير عبد الرازق وزوجها
ألقت أجهزة الأمن القبض على البلوجر هدير عبد الرازق وزوجها في التجمع الخامس، بعد تداول فيديوهات توثق مشاهد عنف بينهما داخل شقتهما، ما أثار جدلاً واسعًا.
اتهم كل طرف الآخر بالإساءة، وتم فتح تحقيق موسع في الواقعة، وتوجيه تهم الاستغلال الإعلامي والإساءة عبر منصات التواصل.

وفاء عامر تنفي الهروب
في ظل شائعات متداولة عن هروب الفنانة وفاء عامر، خرج المحامي طارق العوضي ليدحض كل تلك المزاعم، مؤكدًا أنها تقضي عطلتها في الساحل الشمالي.
وأوضح أن القضية لا علاقة لها بها من قريب أو بعيد، محذرًا من محاكم التفتيش الإلكترونية، واعتبر ما يجري "إرهابًا معنويًا" يهدد المجتمع.
حرب إلكترونية أخلاقية
أجهزة الدولة تؤكد أن حملاتها لن تتوقف، وأنها ستمضي قدمًا في التصدي للمحتوى المسيء، سواء من مشاهير أو من متابعين.
الهدف هو حماية الشباب والمراهقين، والحفاظ على السلم المجتمعي من الانهيار الثقافي والأخلاقي الذي تروج له بعض المنصات.