رئيس الجمهورية ينيب محافظ القاهرة في احتفال الأوقاف بليلة النصف من شعبان

أناب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، في حضور الاحتفال الرسمي الذي تقيمه وزارة الأوقاف بمناسبة ليلة النصف من شعبان، وذكرى تحويل القبلة، وذلك بمسجد مصر الكبير ومركزها الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة عقب صلاة المغرب، يوم الخميس 13 من فبراير 2025 الموافق 14 من شعبان 1446.
ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان هي ليلة 15 من شهر شعبان وهو ما يوافق يوم الجمعة 14 فبراير 2025 ميلادية، وهذه الليلة تُعد من الليالي المباركة التي يهتم المسلمون بإحيائها بالدعاء والعبادة،ويكثرون فيها الاستغفار لله تعالىوقد وردت بعض الأحاديث التي تتحدث عن فضلها، لكنها محل اختلاف بين العلماء من حيث الصحة والثبوت، مما أدى إلى تنوع الآراء حول مشروعية إحيائها بعبادات خاصة.
أولًا: الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان
1. حديث المغفرة العامة في ليلة النصف من شعبان
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:“يَطَّلِعُ اللَّهُ إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”(رواه ابن ماجه).
2. حديث قيام ليلة النصف وصيام يومها
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:“إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا”(رواه ابن ماجه).
3. حديث كتابة الأقدار في ليلة النصف من شعبان
يروى أن ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي يكتب فيها ما سيكون في السنة القادمة، استنادًا إلى قول بعض السلف، واستنادًا إلى تفسير بعض الآيات مثل: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (الدخان: 4)
ولكن الجمهور من المفسرين والعلماء قالوا إن هذه الآية تشير إلى ليلة القدر، وليس إلى ليلة النصف من شعبان.
فضل ليلة النصف من شعبان
1. القائلون بفضلها وإحيائها
• ذهب بعض العلماء من الشافعية والحنابلة وبعض السلف إلى أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة يستحب فيها الإكثار من الذكر والدعاء، استنادًا إلى الأحاديث التي حسّنها بعض أهل الحديث.
• ابن تيمية قال: “وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإقامة عبادات مخصوصة بدعة”.
2. القائلون بعدم تخصيصها بعبادة معينة
• جمهور العلماء من المالكية والأحناف وبعض علماء الحديث قالوا إنه لم يثبت عن النبي ﷺ أو الصحابة تخصيص هذه الليلة بعبادة معينة، ولذلك لا يجوز إحداث أمر جديد في الدين.
ثالثًا: بدع ليلة النصف من شعبان
اتفق العلماء على تحريم بعض الممارسات التي انتشرت حول هذه الليلة لأنها لم تثبت عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة، ومنها:
1. تخصيص صلاة معينة تسمى “صلاة الرغائب”، وهي غير مشروعة.
2. إقامة احتفالات خاصة في المساجد بهذه المناسبة.
3. الاعتقاد بأن الأعمال تُرفع في ليلة النصف من شعبان، حيث لم يثبت ذلك.
4. قراءة “يس” والدعاء بمناجاة مخصوصة لم يرد فيها دليل صحيح.
ما المشروع في هذه الليلة؟
إذا أراد المسلم اغتنام هذه الليلة دون أن يقع في البدع، فله أن يقوم ببعض الأعمال المشروعة، لكن بدون اعتقاد أن لها فضلًا خاصًا، ومنها:
• القيام والدعاء كما يُفعل في سائر الليالي.
• الاستغفار والتوبة خاصة من الشرك والعداوة، لأن الحديث الصحيح ذكر أن الله يغفر إلا للمشرك والمشاحن.
• الصيام إذا وافق عادة الشخص في صيام أيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر).
أدعية النصف من شعبان
اللهمَّ في ليلة النصف من شعبان أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي.
اللهم بشرني بالخير في تلك الليلة الطيبة كما بشرت يعقوب بيوسف، وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى. عليهم جميعا أفضل الصلوات وأتم التسليمات.
-اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾[الرعد: 39]. إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
اللهم بحق ليلة النصف من شعبان آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها.