صلاة الكسوف والخسوف.. أركانها وهيئتها وماذا يسن للمسلم فعله عند حدوثها؟

الشمس والقمر آيتان يحدث لهما كسوفًا وخسوفًا دلت السنة النبوية المطهرة على سُنة عظيمة عند حدوثهما، فماذا يفعل المسلم عند كسوف الشمس وخسوف القمر؟
صلاة الكسوف
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: «كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في التاسع والعشرين من شوال من السنة العاشرة للهجرة. خرج النبي إلى المسجد مسرعًا فزعًا يجر رداءه، وصلى بهم صلاة الكسوف وخطب خطبة بليغة».
وتابع: «علمنا أن الله قد شرع صلاة خاصة عند حدوث تلك الظاهرة الكونية، وأن هذه الظاهرة لا تحدث لموت أحد أو حياته، وعند حدوثها يستشعر المسلم معها بالخوف من ضياع نعمة الشمس أو القمر، والخوف من اضطراب حال الكون مما ينذر بهلاكه وتدميره».
كيفية أداء صلاة الكسوف والخسوف
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كيفية أداء تلك الصلاة- صلاة الكسوف -، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهْوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهْوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ فِى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِى الأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا، وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا».[متفق عليه] ، وإنما قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أصحابه ظنوا أن الشمس خسفت حزناً على موت ابنه إبراهيم عليه السلام ورضي الله عنه.
ماذا يقرأ في صلاة الكسوف والخسوف؟
صلاة الكسوف والخسوف كصلاة العيد في ترتيبها؛ حيث يصلي الإمام أولاً ثم يخطب بعد ذلك خطبتين يجلس بينهما، وتختلف صلاة الكسوف والخسوف عن أي صلاة أخرى في أركانها وهيئتها، فيركع فيها المصلي ركوعين (مرتين) في الركعة الواحدة، ويجهر الإمام بالقراءة في خسوف القمر ، ولا يجهر في كسوف الشمس.
وكيفيتها أن يكبر الإمام تكبيرة الإحرام ثم يستفتح ثم يقرأ الفاتحة ويطيل القراءة بعدها بما يقرب سورة البقرة، ثم يركع ويطيل الركوع قدر مائة آية، ثم يقوم ويطيل القيام، ثم يركع ويطيل الركوع ولكن يجعله أقل من الركوع الأول، ثم يقوم فيطيل الركوع ولكن أقل من القيام الأول ثم يسجد ويطيل السجود ويفعل كذلك في الركعة الثانية وبهذا يكون قد أدى المسلم أكمل أشكال صلاة الكسوف والخسوف، أما أدنى الكمال فيهما أن يحرم بنية صلاة الكسوف، ويقرأ فاتحة الكتاب، ثم يركع، ثم يرفع رأسه ويطمئن، ثم يركع ثانيا، ثم يرفع ويطمئن، ثم يسجد سجدتين فهذه ركعة. ثم يصلي ركعة أخرى كذلك.
فنور الأكوان من نعم الله الظاهرة، ونور الله الكون في النهار بالشمس وجعلها واضحة تتضح معها الرؤية، وآية الليل محيت لتناسب السكن والسكون والراحة، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾ [الإسراء :12].