عاجل

شعر بدنو أجله واشترى قبره ورحل قبل تحقيق أمنيته.. أسرار وخفايا في حياة علاء ولي الدين بذكراه

علاء ولي الدين
علاء ولي الدين

في مثل هذا اليوم، 11 فبراير 2003، فقدت السينما المصرية أحد أبرز نجومها الكوميديين، الفنان الراحل علاء ولي الدين، الذي رغم مسيرته الفنية القصيرة، ترك بصمة عميقة في قلوب محبيه وجمهوره، بملامحه الطفولية وضحكته البريئة، أما إفيهاته فقد أصبحت جزءًا من ثقافة الجماهير المصرية وأخذت حيزًا واسعًا في الأذهان، واستطاع أن يحتل مكانة خاصة في السينما المصرية، ليصبح واحدًا من أبرز الوجوه الكوميدية التي أمتعت الجمهور وأثرت في ذاكرته.

بداية مشوراه الفني

ولد علاء ولي الدين  فى 11 أغسطس عام 1963 بينما سجلته عائلته في تاريخ 28 سبتمبر نظرًا لتأجيل استخراج شهادة الميلاد لسفر والده، في محافظة المنيا، في أسرة لها تاريخ في مجال الثقافة والفنون، كان جده مؤسسًا لمدرسة في قريته، ووالده كان مديرًا لملاهي القاهرة، وعلى الرغم من نشأته في بيئة ثقافية، اختار علاء دراسة التجارة في جامعة عين شمس قبل أن يقرر دخول عالم التمثيل، وهو القرار الذي دفعه نحو الشهرة والنجومية في مجال الكوميديا.

بدأ علاء مشواره الفني في الثمانينات بتقديم العديد من الأدوار ثانوية، مثل مسلسلات “زهرة والمجهول”، “الزنكلوني”، “زغلول يلمظ شقوب”، “ألف ليلة وليلة”، “البحث عن عبده”، “السحت”، “البحث عن زوج”، وأفلام “ليلة في شهر 7”، “ابتسامة في عيون حزينة”، “اغتيال مدرسة”، “فتوات السلخانة”، “أيام الغضب”، “الأهطل”، “نصيب الأسد”، “الكلبشات”، وغيرها.

لكنه سرعان ما استطاع أن يثبت نفسه في عالم السينما ويصبح أحد أبرز نجوم التسعينيات، قدّم مجموعة من الأفلام التي أصبحت أيقونات في تاريخ السينما المصرية، مثل: "الإرهاب والكباب"، "الناظر"، "عبود على الحدود"، و"ابن عز". وعلى الرغم من تميزه في الكوميديا، كانت له أيضًا تجارب درامية ناجحة، حيث استطاع أن يقدم أدوارًا متنوعة، مؤكّدًا موهبته الاستثنائية.

وكان علاء ولي الدين يتميز بقدرته الفائقة على تجسيد شخصيات محبوبة وبريئة، مما جعله يشكل ثنائية رائعة مع العديد من الفنانين، فقد تعاون مع محمد هنيدي في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية التي حققت نجاحًا كبيرًا، مثل فيلم "حلق حوش" ومسرحية "آلابندا"، “غبي علي الزيرو”، “خلطبيطة”، “الإرهاب والكباب،” “المنسي”.

رحيل مفاجئ

توفي في 11 فبراير 2003، يوم عيد الأضحى، عن عمر يناهز 39 عامًا نتيجة مضاعفات مرض السكري الذي كان يعاني منه، وشارك عبر مشوراه الفني القصير في 23 فيلمًا بأدوار ثانوية وبطولة قدم 3 أفلام و3 مسرحيات، وفي التليفزيون تألق في 9 أعمال درامية، وكان يصور قبل وفاته فيلم "بالعربي تعريفة"، ولكن القدر لم يمهله لإتمامه.

أمنية لم يحققها

كان علاء يحلم بتكوين أسرة صغيرة والتمتع بالأبوة، وهو ما كشفه شقيقه معتز في أحد اللقاءات التلفزيونية، حيث قال إن علاء كان يتمنى أن يكون له أولاد، إلا أن هذه الأمنية لم تتحقق بسبب وفاته المفاجئة.

في لقاء سابق مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس" عام 2019، تحدث الفنان علاء مرسي عن مشاعر علاء ولي الدين قبل وفاته، وكشف عن بعض اللحظات المؤثرة التي عاشها معه.

الأيام الأخيرة قبل وفاته

قال مرسي إن علاء كان يشعر بقرب نهاية حياته، حيث طلب منه شراء مسك أحمر بكميات كبيرة أثناء أداء عمرة له، رغم أنه كان يعاني من ضيق الحال المالي. 

كما ذكر مرسي أن علاء كان في البرازيل في أيامه الأخيرة لتصوير فيلم "عربي تعريفة"، واتصل به لينصحه بالصلاة والدعاء، وهو ما أثار قلقه وشكوكه بشأن حالته الصحية.

وكشف شقيقه معتز وابن عمه إسماعيل عن جوانب روحية وإنسانية في حياة علاء ولي الدين، حيث كان متدينًا وصوفيًا، يعشق آل البيت ويزور الأولياء متخفيًا، وكان دائمًا يقرأ وردًا يوميًّا، حتى في أوقات مرضه، وكان كريمًا ويحرص على مساعدة أهل قريته بالمنيا.

اشترى مدفنًا قبل وفاته 

قبل وفاته، طلب علاء من شقيقه أن يُغسل بمسك وتراب من البقيع، وهو ما نفذه شقيقه بعد موته، كما كان قد اشترى مدفنًا قبل وفاته بستة أشهر وكان يذهب لقراءة القرآن فيه، وفي يوم وفاته، عاد من البرازيل بعد تصوير جزء من فيلمه، وبعد صلاة الفجر والذبح، اكتشفوا وفاته فجأة، تاركًا فراغًا كبيرًا.

تم نسخ الرابط