وفاة المحرم قبل أداء المناسك.. الأحكام الشرعية الكاملة التي يجب معرفتها

يتساءل كثير من المسلمين عن الحكم الشرعي لمن توفي وهو محرم بالحج قبل أداء مناسكه، خصوصًا مع اقتراب موسم الحج وزيادة أعداد الحجيج، ومما لا شك فيه أن الوفاة أثناء الإحرام تحمل دلالات عظيمة في الدين الإسلامي، وفي ذلك النطاق أوضحت دار الإفتاء الرأي الشرعي حول هذه المسألة المهمة، استنادًا إلى ما جاء في السنة النبوية وأقوال العلماء.
حكم من مات وهو محرم بالحج
اتفق العلماء على أن من توفي وهو محرم للحج، يُعامل معاملة المحرمين في تغسيله وكفنه ودفنه، ويغسل المتوفى بالماء والسدر، ويكفن في ثوبي إحرامه، ولا يغطى رأسه ولا وجهه إذا كان رجلًا، ولا يُطيب جسده بأي نوع من أنواع الطيب.
وقد استدل العلماء بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن المحرم الذي سقط من راحلته ومات:
"اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبياً"(متفق عليه).
هل يتم إكمال المناسك عنه؟
أوضحت الفتاوى الشرعية، أن المتوفى أثناء الإحرام لا يؤدي عنه أحد بقية المناسك، ولا يُكمل الحج عنه، فبمجرد الوفاة، ينقطع عنه التكليف الشرعي، وتسقط عنه جميع الفروض التي لم يتمكن من أدائها، ويرجى له الأجر والثواب الكامل بناءً على نيته الصادقة وإحرامه الصحيح.
أبرز الأحكام المتعلقة:
- تغسيل المتوفى بالماء والسدر.
- تكفينه في ملابس الإحرام.
- عدم تغطية رأس الرجل المحرم.
- عدم وضع الطيب على جسده.
- عدم استكمال المناسك عنه من قبل الآخرين.
حكم المرأة التي تموت أثناء الإحرام
بالنسبة للمرأة التي تموت وهي محرمة، فيتم تغسيلها وتكفينها مع تغطية رأسها ووجهها، التزامًا بأحكام الشريعة الإسلامية الخاصة بالنساء، إذ أن تغطية الرأس فرضٌ للمرأة في حياتها وبعد مماتها.
مصير الحج لمن مات أثناء الإحرام
بموت المحرم، تنتهي جميع التكاليف الدنيوية عنه. وإذا كان قد نوى أداء الحج وأحرم بالفعل، يُؤمل له بإذن الله أن يُكتب له أجر الحج كاملًا، لأن النية والإحرام هما أساس الدخول في النسك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى."
فالله سبحانه وتعالى يجزي العبد على قدر نيته وعزمه الصادق حتى لو لم يتمكن من أداء العمل كاملاً.
أهمية النية في عبادة الحج
النية الصادقة تُعتبر ركنًا أساسيًا في العبادات جميعها، والحج على وجه الخصوص. فمن دخل في الإحرام بنية خالصة لله، ثم حال بينه وبين إتمام المناسك سبب قهري كالموت، كان له الأجر كاملاً بإذن الله، وهو أكرم الأكرمين.
- من مات وهو محرم يُغسل ويكفن بثوبي إحرامه، ولا يُغطى رأسه ولا يُطيب جسده (للرجال).
- لا يُكمل عنه المناسك، ولا يكلف أحد بإتمام حجه.
- يُبعث يوم القيامة ملبياً كما توفي.
- يُرجى له أجر الحج كاملًا بنيته الصادقة وإحرامه.